ولا أنسى محادثاته عن القبائل وعن عرفها وتوجيهه لبعض الوقائع والأحكام البدوية مما لَمْ أجده عند غيره، ولا يعثر عليه لدى أكثر العوارف الذين شاهدتهم.
أولاد صفوق الآخرون
لَمْ نعثر على وقائع مهمة عن أولاده الآخرين، سوى أن عبد الرزَّاق وقعت له معركة مع الأتراك، وأما فرحان وفارس فقد كانت علائقهما مع الحكومة العثمانية حسنة جدًّا، وحصلا على رتبة (باشا)، وتمكنا مما ناله أجدادهما من السلطة والنفوذ على قبائلهم فغطت شهرتهما على الباقين من سائر رؤساء شمَّر، فلا نطيل القول بذكر تفرعاتهم.
٤ - الرياسة الحاضرة في شمَّر
كانت قبائل شمَّر تتجول في جزيرة العرب وما بين النهرين بلا معارض ولا منازع سوى ما يحدث من جراء اختلاف القبائل بعضها مع بعض أو مع الحكومة أحيانًا.
وبعد احتلال العراق من الجيش البريطاني (سنة ١٩١٧ م) وسورية من الجيش الفرنسي استقل كل فريق من شمَّر في جهته وعهدت الرياسة إلى عراقي في المملكة العراقية وإلى سوري في المملكة السورية.
وهذه الرياسة لَمْ يكن هذا سببها الوحيد وهناك رياسة من كل من آل محمد على ناحية أو قبيلة أو عدة قبائل، فالسلطة منقسمة بتكاثر آل محمد وتعددهم وفي زمن الحكومة العثمانية يعرف واحد منهم، وإذا كان غير صالح الإدارة القبائل، فالعشائر تميل إلى من تهواه من آل محمد ويبقى الرئيس واسطة التفاهم .. أما اليوم فكل واحد عرف رئيسًا في جهته.
إن رياسة شمَّر في العراق قررت إلى الشيخ عجيل الياور، فهو اليوم شيخ مشايخهم لا يزاحمه فيها مزاحم، وقد خلف دهاما آل الهادي الذي ذهب إلى سورية، والان هو في الحدود ويقود (شمَّر الحدود) كما سمتهم السلطة الفرنسية.