يلخص لنا الدكتور إبراهيم رزقانة تاريخ الهجرات العربية إلى مصر بقوله:"إن دخول العرب مصر مرَّ بالمراحل الآتية":
[المرحلة الأولى]
شغلت القرون الأربعة أو الخمسة السابقة لظهور الإسلام، وكانت القبائل في هذه المرحلة تفد من الحجاز ومق جنوب غرب الجزيرة إلى الشمال حيث تستقر بالقرب من حدود مصر الشرقية، إلى أن اشتركت في عملية التعريب النشطة التي شغلت الفترة التالية لذلك.
[المرحلة الثانية]
كانت الهجرات تفد فيها بلا انقطاع من أجزاء مختلفة من بلاد العرب، وقد أدخلت هذه الهجرات بالفعل دماء جديدة بمصر فبدأت هذه المرحلة بفتح المسلمين لمصر في القرن السابع الميلادي، واستمرت حتى أواخر القرن الثالث عشر حينما تغيرت النظرة إلى العرب.
[المرحلة الثالثة]
لم تصل فيها هجرات عربية جديدة إلى مصر وأصبح الاتجاه نحو وقف هذه الهجرات؛ لأن حكام مصر لم يصبحوا من العرب. وقد استمر النفوذ العربي قويا حتى أواخر القرن الثالث عشر وأوائل القرن الرابع عشر، واستمرت الأفواج العربية يتلو بعضها بعصًا ثم تغير نوع الحاكم في مصر فلم يعد عربيا بل أصبح مملوكًا، فتوقفت هجرات العرب إلى مصر.
ومن الملاحظ أن العرب الذين استقروا في أرض الكنانة قد مارسوا الزراعة وأقدم الذين مارسوها من العرب هم قبائل قيس في منطقة بلبيس، وأما قبائل شمال شرق الحوف (شرق الدلتا) فرغم قدمهم بهذه الجهات فإنهم لم يمارسوا الزراعة إلا بعد حكم المماليك، ويعتبر العبابدة في جنوب الحوف آخر من اشتغل بالزراعة وعاش معيشة الاستقرار (١).
(١) دكتور إبراهيم رزقانة العائلة البشرية ص ٦٤٣ - ٧٤٣.