للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان ثِمالَ الحي في كل أزمة … وعِصْمَتَهُمَ والفارسَ المتغشما

وينهض للعليا إذا الحرب شمرت … فيطفؤها قهرًا وإن شاء أضرما

فأقسمتُ لا أنفك أُحْدِر عبرة … تجود بها العينان مني لتسجما (١)

ويدلنا ذكر ريطة السُّلَمية لإيراد المرثيِّ للخيل إلى بيشة وغيرها، وَوَصْفُها لخيله يدلنا ذلك على كثرة وجود الخيل لدى سُلَيْم في الجاهلية، كما أشار إليه المؤرخون، ولهذا نفسه نجد كثرة من شعرائهم وفرسانهم يكثرون في قصائدهم من ذكر الخيل في كل مناسبة.

" الخنساء" تُماضر السُّلَمية

يقول بشَّار بن برد: (ما قالت امرأة شعرًا إلا وظهر الضعف فيه .. ) قيل له: والخنساء؟ قال: (تلك غلبت الفحول).

ويقول بروكلمان أن (الخنساء بلغت في الرثاء أقصى مراتب الشهرة).

وكان دُرَيْد بن الصِّمَّة من أشراف قومه (٢) وشعرائهم، قد خطبها - وهو شيخ، فردته، وتزوجت بعد ذلك بمرداس بن أبي عامر السُّلَمي، والد عباس بن مرداس، وبعد وفاة روجها مرداس تزوجها عبد الله بن العُزَّى السُّلَمي.

وقد رثت أخويها: معاوية وصخرًا بقصائد (٣) في غاية الرقة وتفيض بمشاعر الحزن المتفجرة، وقد أقامت بمكة بعد غزوة بدر بقليل، وكانت تناهز الخمسين عامًا عندما زارت عمر، وعائشة - رضي الله عنهما - بالمدينة فيما بعدُ، ولا يُعرف تاريخ وفاتها بالتحديد.

وكانت تنافس هندًا في سوق عكاظ، في عظم المصيبة عن قتلاها في الجاهلية، وقتلى هند بنت عُتبة في بدر.


(١) أعلام النساء، لعمر رضا كحالة، ص ٤١٠ و ٤١١.
(٢) وهو من بني جُشَم من هوازن بن منصور وفارسهم الشهير في الجاهلية.
(٣) قصائدها في الرثاء، مجموعة في ديوان شعرها المطبوع.

<<  <  ج: ص:  >  >>