للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حدثت في العصور التاريخية الأخرى، لأخذ هذا منا جهدا مضنيا، وحيزًا كبيرًا من الكتاب، وهذا ما لا نريده.

فصاحة خَثْعم

إن الباحث في فصاحة أي قبيلة، لا بد أن يعرف بلادها ومنازلها، ومدى بعدها وقربها عن بلاد الأعاجم؛ لأنَّ فصاحتها تقاس بصفاء لغتها وخلوها من الكلمات الأعجمية، وإذا بحثنا عن خَثْعم وجدناهم أول من سكن السروات، على ما ذكر ابن الكلبي في كتابه (الافتراق) فيما نقله عنه البكري وياقوت الحموي.

وناهيك بفصاحة سكان السروات قال أبو عمرو بن العلاء: "أفصح النّاس أهل السروات وهي ثلاث وهي: الجبال المطلة على تهامة مما يلي اليمن أولها لهذيل، وهي تلي السهل من تهامة، ثم بُجيلة، وهي السراة الوسطى، وقد شركتهم ثَقِيف في ناحية منها، ثم سراة الأزد أزد شنوءة، وهم بنو كعب بن الحارث" (١). وقال الهمداني وهو يتكلم عن لغات سكان الجزيرة: ثم الفصاحة من العرض في وداعة، فجنب، فيام، فزبيد، فبني الحارث فما اتصل ببلاد شاكر من نجران إلى أرض يام، فأرض سنحان، فأرض نهد وبني أسامة، فعتز، فخثعم، فهلال، فعامر بن ربيعَةَ، فسراة الحجر، فدوس، فغامد، فشكر، ففهم، فثقيف، فبجيلة، فبنو علي، غير أن أسافل سروات هذه القبائل ما بين سراة خولان والطائف دون أعاليها في الفصاحة" (٢). ويعلل أستاذنا الجاسر فصاحة سكان السروات فيقول: "ترجع فصاحة سكان السروات إلى كون بلادهم بعيدة عن الاختلاط بمن ليس عربيا فطرق القوافل التجارية كلها لا تمر بهذه السروات ومن هنا قل اختلاط أهلها بالأعاجم فصفت لغتهم وخلصت من المعجمة" (٣).

ويشيد الهجري - وهو من علماء اللغة - بفصاحة خَثْعم فيقول: "أهل تَرَبة ورنية من سلول وخَثْعم ونهد وجرم وهم نهية في الفصاحة" (٤).


(١) ياقوت الحموي معجم البلدان، ج ٣، ص ٢٠٥.
(٢) صفة جزيرة العرب، ص ١٣٦.
(٣) في سراة غامد وزهِرّان، ص ٤٨٦.
(٤) التعليقات والنوادر، ص ١٤٨٢، تحقيق حمد الجاسر.

<<  <  ج: ص:  >  >>