لا يحتاج إلى التدليل عن جو أبها ومناخها، فهي طيبة الهواء معتدلة المناخ، والقادم إليها لا يتمالك نفسه أن يعيد إلى ذكرياته مصايف لبنان ومروجها وربى سورية، إلا أن هذه تمتاز على تلك بكثر وكثير بمناظرها الطبيعية ومفاتنها الساحرة وجبالها الشاهقة، فمشارفها الغربية المطلة على أغوار تهامة كجبل "تهلل" الأشم وسلاسله الخضراء وغاباته الغناء تعطيك مشهدا واقعيا عاما لأبها على غيرها من مميزات طبيعية: أشجار باسقة ومناظر خلابة، ورياض سندسية وشلالات متدفقة، وحقول مطردة ومصائف فطرية لا تحتاج إلى تكيف أو تذليل.
وهذا الوصف خاص بمدينة "أبها" مع بعض التجاوز إلى ذكر بعض المواقع الخارجة عن المدينة كجبل تهلل، وما قلته عن مدينة أبها من حيث جودة جوها واعتدال مناخها يتفق والضواحي، وللَّه در القائل:
دعاني نحو أبها ما دعاني … فليس لغيرها في القلب ثاني
بلاد كل ما فيها جميل … لها سحر ولا سحر الحسان
ومن كانت إقامته بأبها … فقد رُزق الإقامة في الجنان
[المنشآت الحكومية بمدينة أبها]
يمكن حصر المنشآت الحكومية بمدينة "أبها" ما بين سنة ١٢٤٢ هـ وسنة ١٣٨١ هـ فيما يلي (١):
١ - قلعة المفتاحة، اختطها الأمير علي بن مجثل العسيري.
٢ - قصر شدا، اختطه الأمير عائض بن مرعي، وهو من أمنع معاقل الجنوب على الإطلاق، أدخل عليه الأمير ابنه محمد بن عائض تحسينات قيمة، وأحاطه بسور منيع، كما أحدث بجواره مزرعة وبساتين أنيقة دعيت أخيرًا بالطبجية.
٣ - الثكنة العسكرية المعروفة بطاش قشلة، أي: المبنية بالحجر، اختطها الوالي التركي المدعو "فيضي باشا" أثناء حكمه بأبها سنة ١٢٤٢ هـ، وكانت تقع على
(١) جولة ميدانية على المنشآت المذكورة قام بها المؤلف عام ١٣٨٠ هـ.