كان بنو فاتن منهم الظاعن الراحل والقاطن المقيم، ودانوا بالخارجية ثم فارقوها بعد ظهور الأدارسة لا سيما بعد سقوط الدولة الرستمية، ونزح كثير منهم إلى الأندلس، ولم يكن لهم كبير ذكر في العصر البربري ما عدا كومية من بطونهم، فقد ظهر منها عبد المؤمن بن علي مؤسس الدولة الموحدية المؤمنية دولة العلم والنظام.
وبطونهم هي: مطغرة، وكومية، ومديونة، ومغيلة، وملزوزة، وكشانة، ودونة، وصدينة، ومطماطة، ولماية. فأما مطغرة ويعرفون بالمداغر فجمهورهم بالمغرب الأقصى ويتصلون شرقًا بكومية واندمجوا فيها منذ شهور الدولة الموحدية. ومنهم جنوب تلمسان بفقيق أمة في قصور متقاربة ائتلف منها مصر كبير مستبحر بالعمران ضاح من ظل الملك، ورئاستهم في بني سيد الملك منهم، وفي شرقيها على مراحل منها قرى أخرى متتابعة متصاعدة قليلا إلى الشمال آخرها جنوب جبل راشد على مرحلة منه وهي في مجالات بني عامر من زغبة، وشرقي هذه القصور على خمس مراحل القليعة يعتمرها رهط منهم ومنهم أوزاع في أعمال المغرب الأوسط وإفريقيا.
وأما كومية فثلاث بطون هي: ندرومة وصغارة وبنو يلول، وأفخاذهم كثيرة منهم بنو عابد قوم عبد المؤمن بن علي. قال ابن خلدون:"فمن ندرومة نفوطة وحرسة وفردة وهفانة وفرانة؛ ومن بني يلول مسيفة ووتيوة وهييشة وهيوارة ووالغة؛ ومن صغارة ماتيلة وبنو حباسة" اهـ. ومواطنهم سيف البحر من ناحية أرشقول وتلمسان.
قال صاحب المعجب: "وكومية كثيرة العدد جمة الشعوب لم يكن لها في قديم الدهر ولا حديثه ذكر في رئاسة ولا حظ من نباهة، إنما كانوا أصحاب فلاحة