للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يؤخذ من كلام المؤرخين أن لخما فنيت في جُذام بحيث أصبحتا شيئًا واحدًا يطلق عليه اسم جُذام فقط (١). والواقع أننا نلحظ في مصر الاشتراك التام بين القبيلتين ولكن في حورة عكسية تستقل فيها لخم بالكثرة والسيطرة والزعامة، مع ملاحظة أن هذا الاشتراك لَمْ يلغ شخصية أي منهما إلى الحد الذي تفنى عنده في صاحبتها. ويذكر المؤرخون كذلك أن القبيلتين قد كانتا في صف معاوية بما. هما من قبائل الشام (٢). وفي مصر لا يستقيم هذا القول على علاته. فقد رأينا أن لخما ظلت علوية الهوى حتى مجيء مروان على الأقل. ثم رأينا القبيلتين كلتيهما تعملان على إسقاط الدولة الأموية، وإن كان يبدو أنهما آثرتا الهدوء طوال العهد المرواني، ونستطيع الآن بعد معرفتنا لأماكن ارتباع لخم وجذام والمنطقة التي أقام فيها بعضهم إقامة دائمة أن ندرك أنهم كانوا من أحل الحوف، وأنهم هم اليمانية الذين يعنيهم المؤرخون حين يتحدثون عن يمانية أهل الحوف وتحالفهم مع قيس.

بذلك ننتهي من قبائل عدي جميعًا التي تمثل الفرع الأول من مُرّة، وننتقل إلى الفرع الثاني:

[(ب) مالك]

تنقسم إلى قبيلتين كبيرتين هما:

[١ - المعافر]

المعافر قبيلة كبيرة قوية. ويبدو أنهم كانوا يقيمون من اليمن في مكان ممتاز وكانوا أهل جد ونجدة، فكانوا أقوياء منأضلين مثلما كانوا مهرة ينتجون الثياب المعافرية التي اشتهروا بها (٣).

شهدوا فتح مصر، واختطوا إلى جنب عمرو بن العاص حول الجامع، فآذاهم البعوض زمن الفيضان، نقلهم عمرو إلى الجبل المشرف على البركة التي


(١) Ency. Isl. ١، p. ١٠٥٨ & III، pp. ١١ - ١٢
(٢) Ibid، I. p. ١٠٥٩ & III، p. ١١
(٣) فتوح مصر ص ٣٠٣ معجم البلداد ج ٧ ص ٤٠٢ ج ٨ ص ٩٢ وفيات الأعيان ج ١ ص ٣٦٥ نهاية الأرب ص ٣٤١.

<<  <  ج: ص:  >  >>