ذهل بن هني بن بلي، هكذا قال ابن شبة ويقول البكري: إنما الرَبَعة هؤلاء بفتح الراء والباء هم ولد سعيد بن هميم بن ذهل بن هني بن بلي وقد قُتل أناس منهم في حربهم مع بني خُشَيْنة، فلحقت خُشَينة بعدها بتيماء في شمالي نجد فأبت اليهود أن يدخلوهم حصنهم وهم على غير دينهم، فتهودوا فأدخلوهم تيماء فكانوا معهم زمانا ثم خرج منهم نفر إلى المدينة فأظهر الله الإسلام فبقية أولادهم بها ومنهم: عويِّم بن ساعدة وقد انتسب ولده إلى عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس، ومنهم أيضًا كعب بن عُجْرة كان مقيمًا في نسبه من (بلي) في المدينة مع الأنصار .. أما باقي بطون خُشينة في تيماء فقد أقاموا مع اليهود حينئذ حتى أنزل الله بأسه ونقمته عليهم، فقال أبو الذيال أحد بني خُشينة بن عكارمة يبكي على اليهود لما أنه دخل في دينهم وسكن معهم قال:
لم تر عيني مثل يوم رأيته … برعبل ما أحمر الأراك وأثمرا
وأيامنا بالكبس قد كان طولها … قصيرًا وأيام برعبل أقصرا
فلم أر من آل السموءل عصبة … حِسان الوجوه يخلعون المعذرا
ولحق الديل وأشرس وعوف وبنو زيد بن عامر بن عبيلة في بني تَغْلِب، فصاروا معهم يقولون نحن بنو زيد اللات بني عمرو بن غنم بن تَغْلب ولهم يقول الأَخْطَل:
لزيد اللات أقدام صغار … قليل أخذهن من النعال!
ولحق أخوهم عامر بن زيد بمَذْحِج القحطانية فانتسب إلى سعد العشيرة فقال هو زيد اللات بن سعد العشيرة.
أول من خرج إلى نجد من قُضَاعة
وكان أول من ذهب من قُضَاعة إلى أرض نجد فأصحر في صحرائها جُهَيْنة ونهد وسعد هذيم وكلهم بنو زيد بن ليث بن سود بن أسْلُم بن الحاف بن قُضَاعة فمرَّ بهم راكب فقال لهم: من أنتم؟ فقالوا: بنو الصحراء، فقالت لهم العرب: صُحَّار وهو اسم مشتق من الصحراء، وقال زهير بن جناب الكلبي في ذلك وهو يعني بني سعد بن زيد: