بضُبيعة وابلة فقالت نائحته. سال الواديان أمْج وغروان فذهب بضُبيعة بن حرام وإبله الدحجان.
وتحول ولد ضُبيعة ومن كان معهم من قومهم إلى المدينة وأطرافها وهم سَلَمة بن حارثة بن ضُبيعة وواثلة بن حارثة والعجلان بن حارثة، فنزلوا المدينة وهم حلفاء الأنصار ثم استوبئوها فتحول إلى الجندل والسقيا والرحبة، ونزل بنو أنيف بن جشم بن تميم بن عوذ مناة بن ناج بن تميم بن إراشة بن عامر بن عبيلة (بلي) في قباء وهم رهط طلحة بن البراء الأنصاري، ونزل بنو غُصينة وهم بنو سواد بن وي بن إراشة (بلِّي) في المدينة وهم رهط المُجَذَّر بن ذياد البلوي الصحابي البدري، ونزل المدينة أيضًا بنو عبيد بن عمرو بن كلاب بن دهمان بن غنم بن ذهل بن هميم المذكور وهم رهط أبي بردة بن نيار بن عمرو بن عبيد بن عمرو العقبي البدري الذي حضر موقعة بدر مع النبي - صلى الله عليه وسلم -. وأقام بمعدن سُلَيْم (فاران بن بلي) في طائفة من بلي وهم بنو الأخثم بن عوف بن حبيب بن عُصيَّة بن خِفاف بن امرئ القيس بن بُهْثة بن سُلَيْم، أي نسبوا إلى بني سُلَيْم بن منصور، العدنانية وهم الذين يقال لهم القيون ويزعمون أن أصلهم من بلي.
وخاصم رجل منهم يقال له عُقيل بن فُضيل من بني الشريد من (سُلَيْم) في معدن (١) فاران زمن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه، فقال في ذلك خفاف بن عمرو السُّلَمي:
متى كان للقينين قين طمية … وقين بلِّي معدنان بفاران!
فقال عُقيل بن فُضيل وهو يتقرب إلى بلي وينسب إليهم:
أنا عُقَيْل ويقال السُّلَمي … وأصدق النسبة أني من بلِّي
ونزلت قبائل من بلِّي أرضًا يقال لها شغب وبدا وهي فيما بين تيماء والمدينة فلم يزالوا بها حتى وقعت الحرب بين (بني خُشينة) بن عكارمة بن عوف جشم بن ودم بن هميم بن ذهل بن هني بن بلي وبين (الرَبَعة) بن معْثم بن ودم بن هميم بن
(١) معدن فاران: هو موضع في ديار بني سُلَيْم يُستخرج منه الذهب وسمي موضع آخر من ديارهم باسم (مهد الذهب) ويستخرج منه على نطاق كبير في القرن الحالي في عهد الملك/ عبد العزيز آل سعود وحتى الآن في المملكة العربية السعودية.