للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثالثًا، أيام بني حرب وسُلَيْم

[١ - حرب البنت]

فيما سبق من هذا الفصل حدثنا الهمداني عما حدث بين حرب وسُلَيْم عند نزول بني حرب أرض الحجاز. ولا بد أن تلك الحروب أضفت ذيولًا بعد الهمداني وانقطاع الرواية من البادية لانقطاع الكاتبين عن زيادتها بسبب اختلال الأمن فيها.

ولكن الرواة من حرب يروون عن حرب قديمة ولعلها موغلة في القدم فأصبحت عندهم كالأسطورة، تلك الحرب يسمونها "حرب البنت" ويقول رواة حرب: في زمن من الأزمان فرضت سُلَيْم الشاة على حرب (١) وكانت تقدم بواسطة زبيد في دوران. وصفتها: رخل (٢) بكر تقودها بنت بكر ويشترط أن تكون البنت بنت شيخ القوم، فكان يعقد لذلك اجتماع سنوي فيقف القوم في صفين كل جهة حدوده، فتقدم البنت تقود الرخل، فيكون خروجها من صف القبيلة المفروض عليها هذه الأتاوة الغريبة التي يقصد منها اعترافها بضعفها، فتخرج من عند الأمير قاصدة أمير القبيلة الفارضة لهذه الأتاوة حتى تسلمه الشاة من يدها ليده. فينهض بعد ذلك شيخ القبيلة التي قدمت الفتاة فيدعو أولئك إلى الغداء في بيوت قومه!.

فظهر في زبيد شاب رأى ما يعمل قومه فحزن لذا واغتم، فطلب شباب قومه، وأخذ يدربهم على الكر بالجياد طيلة سنة حتى أنس منهم الكفاءة، فرسم معهم خطة، تتلخص فيما يلي (٣): يختارون نعجة حرون، فإذا أرادت البنت قيادها تعجز عنها، ليقوم رومي بن عسم - وهو اسم الشاب موضوع الحديث -


(١) الشاة، وتسمى في نجد الأخاوة: أتاوة يقدمها المستضعف للقوي الغالب اعترافًا منه بالتبعية.
(٢) الرخل: بكسر الراء: بنت النعجة.
(٣) حسب رواية الأسطورة.

<<  <  ج: ص:  >  >>