قال أبو عبيدة: كان بنو يربوع بات حنظلة تفتخر بأن منهم أول من قتل في الإسلام قتيلا من المشركين وفي هذا قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -:
سقينا من ابن الحضرمي رماحنا … بنخلة لما أوقد الحرب واقد
ومما يذكر من أخبار واقد أنه أسلم قبل دخول النبي - صلى الله عليه وسلم - دار ابن الأرقم عند هجرته من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة وأنَّه شهد بدرا وما بعدها من غزوات النبي - صلى الله عليه وسلم - وآخي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بينه وبين بشر بن البراء بن معرور وكانت وفاته في خلافة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -.
وهذه النبذة عن المهاجرين من بني تميم عند بدء الدعوي الإسلامية نقلتها حرفًا بحرف من مصدرها وهو (كتاب بني تميم ومكانتهم في الأدب والتاريخ) حيث أوعزها إلى كتاب الإصابة والذي يظهر أنه لم يوثقها صحيحًا كما ينبغي أو أنه وقع خطأ مطبعي وفي تتبعي لكتاب الإصابة في ذكر أسماء الصحابة لخصنا منه فصلا مستقلًا بعد التأكد وذكر رقم المصدر.
[الصحابة من بنن تميم]
بحث في أسماء الصحابة من بني تميم وذلك في طريقة مختصرة ومن مصدر واحد من المصادر فقط: عرفنا فيما تقدم أن قبيلة بني تميم من مصر، ومضر من أصل عدناني وألقينا الضوء على بعض مواقع بلدانهم ومياههم ومرابعهم وأنهم منتشرون في شرق ووسط شبه الجزيرة العربية منذ انفصلت عن بني عمها قييلة قريش في الحجاز في العهد الجاهلي، وفي صدر الإسلام إلى وقتنا هذا، وعلى ذلك كانوا في صدر الإسلام بعيدين عن مهبط الوحي وتبليغ الرسالة المحمدية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام، ورغم ذلك نقرأ عنهم في كتب العلماء والمؤلفين أنهم عندما أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بتبليغ إلى سالة للناس كافّة كانوا يأتون إليه أفواجًا لمبايعته والدخول في الإسلام تحت طاعته اختياريًا ورغبة في تنفيذ ما أمر به من تشريعات إلاهية تحت لوائه ولواء الخلفاء الراشدين من بعده إلا ما قل. لذا نري أن بعضًا من العلماء والمؤرخين ذكروا أعدادا لا بأس بها من الصحابة لتلك القبيلة، ولو كانوا قليلين بالنسبة في المقارنة فيما بينهم وبين الصحابة من الأنصار