شامخًا كالطود عشرات السنين، وعلى وجه التقريب مائة وسبعين سنة ولا يزال إلى اليوم قائم الجدر سامق الأركان.
ثالثًا: صلات الجذالين:
الإنسان اجتماعي بطبعه يستضيف الناس وينزل ضيفًا عليهم ويخالطهم ويتعلم منهم ويعلمهم، ولن نستطيع إحصاء علاقات كل فرد من أفراد الجذالين، فلكل إنسان علاقاته الخاصة به، ولكن المقصود من هذا الحديث هو أن نعرف ولو الشيء اليسير عن صلات كبار الجذالين وعلمائهم مع علماء البلاد الأخرى ورجالها الذين برزوا في نجد في تلك الأزمان.
ومن أولئك الرجال علماء (آل الشيخ) وعلى رأسهم الإِمام المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه اللَّه تعالى-، فقد دعا الناس إلى العودة إلى الدين الصحيح وترك البدع والخرافات، وكان من الذين جندهم الشيخ محمد بن عبد الوهاب لنشر دعوته في أرجاء نجد الشيخ دخيل بن جذلان، حيث أرسله والده جذلان بن محمد بن ناصر الكثيري إلى الدرعية ليتعلم هناك، حرصًا منهم -رحمهم اللَّه جميعًا- على تأييد الدعوة الإصلاحية ونشرها في الناس، وأرسله الشيخ محمد بن عبد الوهاب والإمام عبد العزيز بن محمد آل سعود إلى الأفلاج معلمًا ومرشدًا لهم وناشرًا للدعوة المباركة.
وتزداد الصلة بين الجذالين وبين أبناء الشيخ من بعده برحيل الشيخ سعود بن مفلح بن دخيل إلى الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن عبد الوهاب لطلب العلم على يديه وقد مكث عنده سبع سنين، كما أخذ من ابنه الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن شيئًا من العلم.
وأما الشيخ سعد بن سعود بن مفلح فقد طلب العلم على يد الشيخ عبد اللَّه ابن عبد اللطيف آل الشيخ، والشيخ إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ.
ولمفتي الديار السعودية الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ صلة وثيقة بالشيخ سعد بن إبراهيم بن فالح حيث لازمه كثيرًا، وأما الشيخ عبد اللطيف بن محمد آل الشيخ والشيخ عبد اللطيف بن إبراهيم آل الشيخ فقد أخذت عنهما علم الفرائض فكانا من أفضل من عرفت مكانة وتقى وعلمًا.