تقام فيها يوميًا بعد الظهر وبعد المغرب لتدريس الفقه والحديث والتفسير، وكذلك سار على نهج والده إكرامًا وإطعامًا. .
وقد زار الملك عبد العزيز -رحمه اللَّه- الشيخ سعود بن مفلح في تلك المقهاة سنة ١٣٢٩ هـ. فقام بإكرامه ومكث عنده أيامًا تزوج فيها الأخوة الأمير سعد ابن عبد الرحمن ابنة الشيخ سعود (جهيّر).
ولما كثر الأبناء رأي الشيخ فالح بن مفلح أن يجعل منهاة ثانية في الجهة الجنوبية من القصر قام فيها -رحمه اللَّه- بمهام الإكرام والإيواء للضيوف وذوي الحاجات.
وبعد وفاة الشيخ سعود بن مفلح عام ١٣٣٥ هـ نهض الشيخ سعد بن سعود بمهام والده فأقام حلقات الدرس وأحيا المنزل إكرامًا وإطعامًا. .
وبقيت (المقهاتان) رمزًا للكرم وعنوانًا للألفة وصلة الرحم، وشعارًا للعلم والتعليم واستقبال الأضياف يؤمها القاصي والداني من كل حدب وصوب.
وقد كان طول القصر شمالًا وجنوبًا ٨٠ مترًا، وعرضه شرقًا وغربًا نصف ذلك، ولما كثر أبناء الأخوين الشيخ فالح والشيخ سعود رأوا أن يقوموا بتوسعة هذا القصر، فبنى آل عبد الرحمن بن فالح توسعة لهم ثم بنى آل محمد بن فالح وآل إبراهيم بن فالح توسعة لهم كذلك، ثم أبناء الشيخ سعود بن مفلح وهكذا. . وقد وصل سكان القصر ما بين عام ١٣٢٠ هـ إلى عام ١٣٥٠ هـ قرابة سبعين فردًا.
وأما قصة حفر بئر العسيلة -وهي البئر الشمالية- فإن مفلح بن دخيل وهو ذلك الرجل الثري الذي مات شابًا - قد بدأ في حفرها عام ١٢٤٩ هـ ولكنه لم يتمها لأمرين: الأول: لأن أرضها صخرية، والثاني: أنه وافته المنية عام ١٢٥٠ هـ، فما كان من زوجته الوفية (هيا بنت خميس آل أبو راس الفرجان) إلا أن أكملت حفرها وأخرجت منها ماء كالعسل حلاوة فسميت (العُسَيْلَة)، وحفظت ثروة زوجها لابنيها فالح، وسعود، ولا غرو فقد كانت على قدر كبير من التقى والصلاح.
هذه قصة بناء القصر وما حوله من آبار ومزارع لآل مفلح وهم: أبناء الشيخ فالح بن مفلح (آل فالح) وأبناء الشيخ العالم سعود بن مفلح، وقد ظل هذا القصر