وما إن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها عام ١٩٤٥ م حتى حلت بحرب نكبة لم يعرفوها في تأريخهم، وأسبابها:
١ - الجفاف: اجتاح الحجاز جفاف جعل الأخضر يابسًا فتقهقرت الزراعة بل توقفت في كثير من الأودية.
٢ - انتشار السيارات: لقد انتشرت السيارات بعد الحرب العالمية الثانية بسرعة مذهلة جعلت نقل الحاج بواسطة الجمال يتناقص بسرعة حتى صار أهل الجمال يخرجونها من مكة معاري لا يجدون ما يأكلون وتأكل، ثم قضي عليها نهائيًا خلال سنوات.
٣ - غلاء الأسعار: في هذه الفترة غلت الأسعار غلاءً فاحشًا وعدمت بعض أنواع من الطعام، فأخذت الحكومة السعودية توزع على أهل القرى هناك الحب والكسوة، ولكن المجاعة كانت أقوى من المكافحة.
فانهالت حرب في هجرة شبه جماعية إلى مكة التي كانت العاصمة السعودية، ومنهم من ذهب إلى المدينة، وفي مكة ضاعفوا عدد السكان وسكنوا عشاشًا وصنادق فأخذت الحكومة توزع عليهم العيش غير أن الفوضى دبت فيهم مما حدا بالحكومة أن تبعد أكثرهم إلى مر الظهران فجعلت للفرد (قرصين) وفد أدركت أنا هذه الفترة في حدود (١٣٦٥ هـ) أو بعدها بقليل، ثم سمحت الحكومة بعودتهم إلى مكة.
وفي مكة كونوا معظم الأحياء الجديدة الغربية مثل: الزهراء، الزاهر، ريع الكحل وغيرها. وقد أشرنا إلى ذلك.