للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هاشم (*) بن محمد الخزاعي

هو أبو دلف هاشم بن محمد الخزاعي، كان في العراق بمدينة البصرة سنة خمس وثلاثمائة هجرية، وكانت بالبصرة فتنة عظيمة، وسببها أنه كان الحسن بن الخليل بن رمال متقلدًا أعمال الحرب بالبصرة، وأقام بها سنين، وجرت بينه وبين العامة من مضر وربيعة فتن كثيرة، وسكنت، ثم ثارت بينهم فتنة اتصلت، فلم يمكنه الخروج من منزله برحبة بني نمير، واجتمع الجند كلهم معه، وكان لا يوجد أحد منهم في طريق إلا قتل، حتى حوصرت وغورت القناة التي يجري فيها الماء إلى بني نُمير، فاضطر إلى الركوب إلى المسجد، فقتل من العامة خلقًا كثيرًا.

فلما عجز عن إصلاحهم خرج هو ومعه الأعيان من أهل البصرة إلى واسط، فعزل عنها واستعمل أبو دلف هاشم بن محمد الخزاعي عليها فبقي نحو سنة وصُرف عنها (١).

ويظهر أن هاشمًا الخزاعي كان يقرض الشعر إذ يقول في دير القائم الأقصى، على شاطئ الفُرات، بطريق الرَّقَّة:

بدَيْر القَائمِ الأقْصَى … غَزَالٌ شَادِنٌ أحْوَى (٢)

بَرَى حُبِّي له جسْمي … ولا يَدْري بمَا ألْقَى (٣)

وأُخْفي حُبَّه جُهْدِي … ولا واللَّهِ لا يخْفَى

[همينة (**) بنت خلف الخزاعية]

هي هُمينة بنت خلف بن أسعد بن عامر بن بياضة بن سُبيع بن جُعثمة بن سعد بن مُليح بن عمرو بن ربيعة من خزاعة.


(*) الكامل في التاريخ ٨/ ١٠٨، نفخة الريحانة ٢/ ٩٨.
(١) الكامل في التاريخ ٨/ ١٠٨.
(٢) نسبت الأبيات في الريحانة إلى هاشم بن محمد الخزاعي وكذلك نسبها ابن شاشو في تراجم بعض أعيان دمشق، ونسبها ياقوت إلى عبد اللَّه بن مالك المغني، ثم قال: وقال الخالدي: هو لإسحاق الموصلي.
(٣) في تراجم بعض أعيان دمشق "برى جسمي له حبي" نفحة الريحانة ٢/ ٩٨.
(**) أسد الغابة ٧/ ٢٨٧، طبقات ابن سعد ٨/ ٢٨٦. الاستيعاب ٤/ ٢٥٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>