السائد لدى القبيلة يخضعه للرجوع مرة أخرى لأخذ حقوق الضيافة، وهذا يدل على كرم هذه القبيلة.
أما أهل الحجاز من خثعم فكانوا قديما يقسمون الذبيحة إلى ثلاثة أقسام، قسم للضيف، وقسم للمدعوين، وقسم لأهل البيت، وكان عندهم نوع من التكافل الاجتماعي؛ إذ يضعون من حساب القبيلة ما يسمى "سبر" وضيافة الشخص القادم بالتناوب بينهم، فإذا جاء لأحدهم ضيف، والنوب ليس عليه، فإنه يقدم له القهوة، ثم يذهب من لديه النوب، ويخبره بأنه يوجد لديه ضيف وأن عليه أن يقوم بحقوق ضيافته ويذهبان إليه جميعا، أما اليوم فقد تغيرت هذه العادات وأصبح كل مضيف يقوم بإكرام ضيفه دون مساعدة من أحد.
[٢ - عادات الزواج]
طريقة الزواج تختلف من مكان لآخر، ومن قبيلة إلى قبيلة في أكثر تفاصيلها، تحدث خطوبة الرجل للمرأة، إما عن طريق الخاطب نفسه، فيذهب للبحث والسؤال عن الفتاة التي يرغب الزواج بها، فإذا وجد فيها صفات الزوجة المناسبة، تقدم لخطبتها من ولي أمرها فيجيبه بالرفض أو الموافقة، أو عن طريق أحد الأشخاص كوالد الخاطب أو أخيه الأكبر، أو أحد رجال القبيلة؛ إذ يقوم بالوساطة بين الخاطب وولي أمر المرأة حتى تتم الموافقة، أضف إلى ذلك أن هناك طريقة ثالثة؛ إذ يقوم الخاطب بجمع عدد من أقاربه، فيذهبون جميعا لولي المرأة، ويطلبونها منه، فيجيهم بالموافقة أو الرفض. وإذا حدثت الموافقة، يتم التفاهم بين الطرفين على المهر وتفاصيل الزواج، ثم يقوم الخاطب بأخذ عدد من أقربائه ومعهم المأذون الشرعي فيذهبون إلى ولي المرأة ويقوم المأذون بكتابة "العقد" ويسمى ذلك "المُلكة" ويتم الاتفاق على موعد الزواج، وعدد الحضور بعد ذلك يقوم العريس بإحضار تكاليف المهر وإقامة حفل الزواج، ودعوة أقربائه، وأفراد عشيرته لحضور الزواج، وتختلف قبائل خثعم في هذا، فمنهم من يقيم الحفل عند أبي الزوجة، ومنهم من يقيمه في بيته، ومنهم من يدعو أقرباءه فقط ويكتفي بوليمة مصغرة.