أما اللحم فهاكهـ سليقًا ناضجًا مقطعًا إربًا إربًا متناسبة بقدر الأقة أو دونها، وهناك المرق في قصعة، وهناك قطع اللحم منثورة على مائدة تبسط على الأرض من جلود الغنم المجففة بالشمس. قصة المرق تتوسط الدائرة، تحيط بها أرغفة الخبز الساخن، تتخللها قطع اللحم، وقد تحتل قصعة العريكة مكان قصعة المرق، وهي سيدة الطعام، كلوا واشربوا هنيئًا مريئًا. أما قطع اللحم الممتازة كالكتف والفتيلة وسواها من أطايب اللحم فإن المضيف يوزعها بنفسه على الضيوف بادئا بالأول قائلا:"الزم" فيتناولها الضيف قائلا: "تسلم" إلى أن يدير قطع اللحم على الحاضرين، وإن بقى شيء منها بعد ذلك يوزع على من لم يحضر الدعوة من الأهل: هاكم الرأس وهاكم الكوارع وهاكم الأضلاع وهاكم الدهن وهاكم المطط. ولكل قسم بحسب مقامه في الهيئة الاجتماعية. . الطيبات للطيبيين، والكبيرة للكبير.
ومن المناظر المألوفة أن يأتي المضيف إلى جفنة العريكة، فيقتطع منها قطعة يكورها بين أصابعه كلقمة كبيرة لا يزدردها إلا الجائع النهم، ويصنع منها إناء يشبه الملعقة أو بالأحرى أذن الذئب، يغترف بها من السمن ويقدمها للضيف. وإذا كان الضيف عزيزًا لا يكتفي المضيف بلقمة واحدة - وطوبى لمن يطيق ازدراء هذه الكتلة الهائلة من العريكة والسمن. ولكنها هي العادات وهو الإكرام وهو حسن الضيافة عند أهل عسير.
[اللهجة]
أم التعريف: حضرت أول سوق أسبوعية عقدت في أبها عقب وصولي إليها، وتجولت في أرجائها مستعرضًا من فيها، سائلا منقبًا عن أحوالهم، فما كان أشد عجبي حينما سألت أحدهم عن المكان الذي جاء منه فأجابني: من "أمسقي" قلت: "ومن أنت"؟ فأجاب:"محمد امناصر" وحينما تكررت الأحاديث بيني وبين كثيرين من أهل عسير أدركت أنهم يعرفون الأسماء بـ "ام" بدل "ال". والتعريف بأم من لهجات العرب كما ورد في الحديث (ليس من امبر امصيام في امسفر) أي (ليس من البر الصيام في السفر). وشرعت أستقي المعلومات عن