للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان سفيهًا فمتى يكون عاقلًا. وأما الفتى فكلما تقدمت سنة ازداد معرفة وخبرة، وكبر عقله وهذا مشاهد.

سَأَلْنَا فَأَعْطَيْتُمْ وَعُدْنَا فَعُدْتُمُ … وَمَن كثَرَ التَّسآل يَوْمًا سَيُحْرَمِ

يقول: سألناكم رفدكم ومعروفكم فجدتهم بهما علينا فعدنا إلى السؤال وعدتم إلى النوال. ومن أكثر السؤال حرم يومًا لا محالة.

وبهذا تم ما أدت التعليق عليه وما قصدت تسجيله من معلقة زهير بن أبي سلمى المزني وشعر هذا الرجل كثير وقد دوِّن وشرح شروحًا كثيرة فمن شاء الاطلاع عليه فإنه متوفر بالمكتبات.

وهذه التعليقات التي أوردتها خلف أبيات القصيدة مستقاة من شرح ديوان زهير. نشر المكتبة الثقافية بيروت، ومن شرح شعر زهير لأبي العباس ثعلب بتحقيق الدكتور فخر الدين قباوة، ومن شرح المعلقات السبع للزوزني مع تصرف في بعض التعليقات واختصار للمطول منها.

[فصل: في البحث في إيمان هذا الشاعر الحكيم]

اختلف النّاس اختلافًا كثيرًا، حول إيمان زهير بن أبي سلمى قبل البعثة وللناس فيه آراء كثيرة. فمنهم من يقول آمن زهير وعده من قبل من أهل الفترة، كورقة بن نوفل، وزيد بن عمرو بن نفيل، وقس بن ساعدة الإيادي. ومنهم من جعله اتبع أحبار اليهود والنصارى وآمن بمعتقداتهم وأخذ علمه منهم وهذا ما قررته الأستاذة: فتحية محمود فرج العقدة في مؤلفها المسمى "الفكرة والصورة في شعر زهير بن أبي سلمى" حيث قارنت في كتابها هذا بين نصوص من التوراة والإنجيل وبين الجانب الديني في شعر زهير فخرجت بشبه الاقتناع بإيمان زهير بل نقلت ما قاله ابن قتيبة في الشعر والشعراء ووافقته في قوله: كان زهير يتألّه ويتعفف في شعره ويدل شعره على إيمانه بالبعث" (١). وعلق الألوسي في كتابه بلوغ الأرب بعد أن شرح الأبيات الدالة على إيمان زهير قائلًا: فقد اعترف في هذه الأبيات بوجود الباري - عز اسمه - وأثبت له سبحانه صفات الكمال كالعلم والحياة


(١) ص ٧٥ من كتاب الفكرة والصورة للأستاذة فتحية محمود فرج العقدة.

<<  <  ج: ص:  >  >>