للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لمحة عن بني عُذْرَة - قُضَاعة

عُذْرَة بطن عظيم من أسْلُم، وهو عُذرَة بن سعد بن هذيم بن زيد بن ليث بن سَوَّد بن أسلُم بن الحافي بن قُضَاعة .. وقد تفرَّعت منه أفخاذ كثيرة، وكان منهم في اليمن وأغلبهم كان في شمال الحجاز والشام، وعُذرة مشهورون بشدة العشق .. وقد قال سعيد بن عُقبة لأحد بني عُذْرة وهو لا يعرفه: ممن الرجل؟ قال مجيبًا: من قوم إذا عشقوا ماتوا!! قال سعيد له عُذري ورب الكعبة. ثم سأله: ومم ذاك يا أخ عُذرة؟ قال العُذري: لأن في نسائنا صباحة وملاحة وفي رجالنا جمال وعِفة.

وقال أبو عبيد: كان من عُذرة هؤلاء جميل بن عبد الله بن معمَّر وصاحبته بثينة بنت حِبا بن ثعلبة، وذكر ابن حزم أن لحِبْا صحبة وقال: منهم عروة بن حزام وصاحبته عفراء وهو ابن عمها وقد اشتد عليهَا حُبًا حتى مات من هواها!!

وقال الحمداني: أن من عُذرة جماعة بدمياط قرب ساحل البحر في الديار المصرية وكانوا حلفاء لسُنبُس (١) (طيئ) القحطانية.

عُذرة في التاريخ العربي

أهم ما يُذكر (٢) لبني عُذرَة هي وقفتهم إلى جانب قُصي بن كلاب القُرَشي جد النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي جمع قُريشا من كنَانة ونزع مفاتيح الكعبة من خُزَاعة، وقد قاتلوا مع من عاونهم من قومهم قُضَاَعة مع قصي ومن عاونه من قريش وقومه كنَانة العدنانية ضد خُزاَعة ومن عاونها من بني بكر - كنَانة، وصلة قُصي ببني عُذرةَ وقُضَاعة نشأت من زواج أم قُصي بأحد بني عُذرَة، فقد قدم ربيعة بن حرام العُذري إلى مكة المكرمة بعد هلاك كلاب بن مُرة والد قُصي وتزوج بفاطمة بنت سعد بن سيل، وكان زهرة أخو قُصي رجلًا وقصي طفل فطيم، وقد انتقل طبعًا مع أمه إلى ديار عُذرَة ونشأ قُصي لا يعرف أبًا سوى ربيعة ولا يعلم في أصله شيئا، فلما كان غلامًا يفعه دون البلوغ (حزورا) سابه رجل من قُضَاعة فعيَّره بأنه


(١) من بقايا سُنْبس (طيئ) حتى الآن في فلسطين، وكانت سُنْبس من أكبر قبائل طيئ في بلاد الشام.
(٢) من سيرة ابن هشام المعافري اليماني للنبي - صلى الله عليه وسلم -.

<<  <  ج: ص:  >  >>