للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأرض التي يعيش فيها أقل صبرًا على العمل من البربري وأكثر إخلادًا إلى الراحة، ثم إن العربي يعيش أغلب الأحيان في تنقل دائم مع سائمته يرتاد لها المراعي وله مضارب الصيف ومضارب الشتاء، أما البربري فهو كما رأينا آنفًا مستقر في أرضه لا يبرحها وفقد روحه أهون عليه من فقد أرضه أو منزله، والعرب مُغرمون بحفظ القرآن وخاصة في الزوايا الكبيرة المنتشرة في الصحراء، والعرب يمثلون الآن بأرض الجزائر نحو أربعة أخماس السكان المسلمين، أما الخمس فهو يؤلف من القبائل البربرية التي حافظت على بربريتها في الجبال، واللغة الغالبة في الجزائر هي اللغة العربية، واللغة العامية العربية موجودة على نطاق كبير في الهضاب العليا والصحراء الجزائرية وأواسط وجنوب بلاد تونس، وهي أوضح لغة عربية أغلب عباراتها أو ٩٨% منها فصيحة قرآنية ولكن تنطق بدون إعراب، بل إن العربية العامية في صحراء الجزائر هي أفصح كثيرًا وأقرب إلى لغة القرآن من العامية التي يتكلمون بها في بعض المناطق في الجزيرة العربية أو اليمن (منبع العرب)، وقد تعاملت مع بعض أعراب الحجار واليمن فكنت أرى أن أغلب العبارات العامية التي يستعملونها بعيدة عن العربية الفصحى، وقبائل العرب في صحراء تونس والجزائر ينطقون الأحرف كلها حتى الآن كما كان ينطقها رجال قريش قديمًا! (انتهى قول المدني).

[السلميون في الجزائر]

حصر المؤرخ أحمد توفيق المدني (١) قبائل سُلَيْم بن منصور العدنانية في بلاد الجزائر في منتصف القرن الرابع عشر الهجري، أي عام ١٣٥٠ هـ/ ١٩٣١ م وقسَّمهم إلى ثلاثة أقسام هي:

"ذباب بن مالك"، و"زغب بن مالك"، و"عوف بن بُهْثَة".


(١) عن تاريخ الجزائر، طُبع على نفقة الشعب الجزائري عام ١٣٥٠ هـ / ١٩٣١ (في عهد الاحتلال الفرنسي وهذا إن دلَّ على شيء فإنما يدلُّ على تمسك الشعب الجزانري العميق بعروبته وإسلامه حتى وهو مُكبَّل بالاحتلال لأكثر من قرن وقتئذ، كما تُعدُّ منقبة للمؤرخ الجزائري أحمد توفيق المدني - رحمه الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>