حِنّا عَبيدة ما عَبِيدة غيرنا … إلا عَبِيدة جَنْب وأهل بَراد (١)
١١ - جُرَش:
بضم الجيم وفتح المهملة آخره شين معجمة: كانت أكبر مدينة في السراة، بعد مدينة الجهوة في بلاد بني شهر.
وتقع جرش إلى الجنوب الشرقي من مدينة أبها، وإلى الجنوب من مدينة خميس مشيط، وفي تقاطع خطي الطول ٨/ ٤٢ شرقًا، وعرضًا ٢/ ١٨ شمال.
أطلالها باقية، وآثارها تقاوم الزمان على مر العصور، ولقد ترجمت بعضًا من الكتابات المرسومة على صخور جبل حمومة الداكن، وهي باللغة الحميرية فظهر لي من تلك الكتابات الآتي:
١ - أن سكان تلك المدينة قبيلة من أصل حِمْيري.
٢ - أنها أنشئت في عهد دولة حِمْير.
٣ - أنها ليست للأزد، لأنها كانت قبل هجرتهم من مأرب (بألفي عام) تقريبًا.
٤ - أن اسم (سعد بن منبه) بن أسلم بن زيد، أول من اختطها هو وبنوه ولما كان يلقب بـ (جُرَش) سميت المدينة به.
٥ - أن شمس بنت الهميسع سكنت تلك المدينة زمان عرسها ومكثت بها طويلا بدليل أن صورها كانت ترسم على كل صخرة، وفي جبل حمومة وفي جبال عسير، وفي هضاب قرية الدارة بالقرب من أبها، بجوار قبر ذي القرنين.
وإن الصور كانت بهيثة لساس العرس، حتى أن صورتها التي في هضاب الدارة (تسمى هضبة العروس)، ومكتوب فوق الصرة (شمس بنت الهميسع العروس) هكذا وجدتها.
كما وجدت آثارًا في قمة جبل حمومة، تدل على أنه كان أما معبدًا، وأما برجا للمراقبة، وهذه أقوال العلماء فيها. قال الهمداني في كتبه: