القتال بين بكر وخزاعة ونصرة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- لخزاعة
كان القتال ينشب بين القبائل العربية في الجاهلية لعدة أسباب منها:
- الخلاف على مواطن الماء والكلأ.
- الغزو الذي تبغت فيه القبيلة القوية، القبيلة الأضعف.
- الثأر، لأشخاص قتلوا غدرًا أو عمدًا.
- هجاء شاعر من قبيلة يطعن قبيلة ثانية في شرفها.
- وأحيانًا تقع الحرب لأسباب تافهة، لمخاصمة بين رجلين فتثور ثائرة القبائل فتسقط ضحايا ويدوم القتال سنوات عدة، وقد يفني المتقاتلون وخلافهم مازال على أشده، وفي هذا الإطار كان الخلاف بين بكر وخزاعة، ولما جاء الإسلام وهذب نفوس العرب، ووسع من تفكيرهم ووحد صفوفهم وصهرهم في بوتقة الشعب الواحد الذي ينظر إلى تحقيق طموحات وتأدية رسالة سامية، تلاشى معظم التفكير القبلي بمعناه العدائي، وأصبحت الرابطة الأقوى هي رابطة الدين، ثم تطورت العلاقات بينهم وبين الشعوب التي نشروا رسالتهم الإنسانية فيها، إلى أن أصيب العرب في تراجع وهزائم في أماكن عديدة نتيجة خلافاتهم على الزعامات، وشعروا بأن العالم يتجه إلى الفكر القومي مهما كانت ديانة هذه الشعوب. أي عادت إليهم عصبية الجذور في الانتماء، وهكذا كان شأن العرب، كغيرهم من الأمم. .؟
وما حدث في الجاهلية بين بكر وخُزاعة هو أن بكر بن عبد مناة من كنانة عدت على خزاعة وهم على ماء لهم بأسفل مكة يقال له الوتير، وكان الذي هاج ما بينهما، أن رجلًا من بني الحضرمي اسمه مالك بن عبَّاد وكان حليفًا للأسود بن رزن الدَّئلي ثم البكري، خرج تاجرًا فلما توسط أرض خُزاعة عدوا عليه فقتلوه وأخذوا ماله، فعدت بنو بكر على رجل من خزاعة فقتلوه فعدت خزاعة قبيل الإسلام على بني الأسود بن رزن الديلي، وهم مَنْخَر (١) بني بكر
(١) المنخر هنا: المتقدمون، لأن الأنف هو المقدم من الوجه.