للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[لمحة عن دور الشرارات في العهد العثماني]

كان لقبيلة الشرارات علاقات حسنة مع الأتراك العثمانيين، وكان للشيخ سليم اللحاوي حظوة كبيرة عند السنجق التركي في منطقة الهلال الخصيب.

وقد قام الأتراك بتمليك منطقة سحاب (١) وما جاورها من الأراضى شرق عمّان إلى الشيخ سليم اللحاوي وقد حصل على صك ملكية (٢) من السنجق العثماني في الشام ودفع بالفعل مبلغا من المال كرسوم لملكيتها إلى الدولة العثمانية.

ولكن قبيلة الشرارات قد تخلّت عن هذه المنطقة وامتنعت عن الإقامة فيها، لأن العرف السائد لدى بدو الشرارات يجعلهم ينفرون حينئذ من الاستقرار، وهذه سمة بدو الجزيرة العامة، ويعتبر الاستقرار أو الفلاحة عندهم لربما يعرضهم للمهانة والضغوط من الحكام العثمانيين وقتئذ. وقد أعجب الأتراك بإبل (٣) الشرارات وطلبوا اقتناء الكثير منها لمساعدة عساكرهم في الجزيرة العربية على التنقل لحفظ الأمن لقوافل الحج والتجارة.

[لمحة عن دور الشرارات في العهد السعودي الزاهر]

قام الشرارات بدور طليعي وفعال في طور توحيد المملكة العربية السعودية على يد الملك/ عبد العزيز آل سعود - رحمه الله - وكان لهم أكبر الأثر في شمال غرب المملكة، وقد ساهموا مع بيارق ابن سعود في إخضاع بعض العناصر من بعض قبائل الشمال الغربي الذين لم يلتزموا بالأمن والأمان الذي فرضته ونادت به حكومة الملك عبد العزيز، فلما تمرد بعض العناصر وقد استمروا على عهد الجاهلية في السلب والنهب وعدم حفظ النظام، طلب ممثل الحكومة السعودية في إمارة الجوف وقتئذ من شيوخ الشرارات المساهمة الفورية والعاجلة فتحمّس هؤلاء الشيوخ بدورهم ونادوا بالجهاد فلبى على الفور فرسان الشرارات الأشداء لخوض غمار الحرب ضد المتمردين مع فيالق وطلائع الجيش السعودي القادم من قلب نجد،


(١) سحاب تبعد عن عمّان بحوالى ٣٠ كيلو مترا.
(٢) صك ملكية: يسمى وقتئذ (طاب).
(٣) وتتميز إبل الشرارات بسرعتها وقوتها وطول مداها على مستوى الجزيرة العربية. ويحكى أن أحد الأعيان اسمه مِصْوَل اللحاوي من الشرارات اختلف مع أمير تيماء التابع لحكم آل سعود في مسألة الزكاة في بداية العهد السعودي أيام الملك/ عبد العزيز آل سعود، فوصل هذا الرجل إلى الملك عبد العزيز بالرياض على هجن شرارية نجيبة خلال يومين ونصف وحصل على أمر ملكي من ابن سعود بإعفاء عشيرة اللحاوي أو ترك الخيار للشيخ اللحاوى بإعفاء من يرى من الفقراء من زكاة المال وعاد في مثل وقت ما ذهب وقدم الأمر إلى أمير تيماء، فتعجب ولم يصدق لأنه رآه منذ خمسة أيام في تيماء، ولكنه لما تحقق من خاتم الملك تيقن من الخبر.

<<  <  ج: ص:  >  >>