للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رابغ الذي ناصب الثورة العداء وكان يميل إلى الترك (١). ويجب هنا أن ننوه بأن جميع قبائل الحجاز شاركت في الثورة وقد اختفت بينهم الحزازات القديمة والثارات القبلية.

والواقع أن جيش الثورة كان يبعث على العجب، فقد كان يغمر الإيمان رجاله الذي انتظموا جماعة واحدة حول فيصل (٢)، يقاتلون في سبيل الحرية أشهرًا عديدة دونما تذمر ولا شكوى، والذين كانوا يقولون إن العربي يحارب للمال يخطئون كل الخطأ، فقد كان الجندي البدوي العربي المحارب في الثورة ينال راتبًا شهريًا محدودًا لا يزيد عن ليرتين إنجليزيتين في الشهر الواحد، وكان الترك يعرضون على العربي أكثر من ذلك فلا ينضم إليهم، ولا يأبه لطلبهم، وفي ذلك دليل قاطع على أن العرب في الحجاز كانوا يحاربون في سبيل استقلالهم، وليس لغرض مادي (٣).

[شهادة محايد]

ولقد رأى لورنس الإنكليزي بعيني رأسه عائلة يتناوب أفرادها القتال لأنها لم تكن تملك غير بندقية واحدة، فكان الشقيق يتناوب مع شقيقه حمل السلاح أيامًا ليقوم بواجبه في الدفاع عن أرض الوطن (٤).

[حرب تشن على الترك حرب عصابات]

وعندما وصل فحصل بجيوشه إلى ينبع استقر بها ردحًا من الزمن، وكانت قبيلة حرب تحارب الترك حرب عصابات، وترسل إلى فيصل بين الآونة والأخرى ما يقع في يدها من الذخائر والجمال (٥). ومعروف ما لحرب العصابات من تأثير


(١) الحرب العالمية الأولى ج ٣ ص ١١٥.
(٢) فيصل بن الحسين كان قائد جيش الشمال الذي استمر حتى دخل دمشق.
(٣) الحرب العالمية الأولى ج ٣، ص ١٢٣، ١٢٤، ١٢٥.
(٤) و (٥) نفس المصدر.

<<  <  ج: ص:  >  >>