للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سماعنة الأرياف تختلف عنها لسماعنة سيناء من حيث الزي والملابس واللهجة وكما رأيت ذلك بنفسي، وطباع البداوة انتهت تقريبًا عند هؤلاء سكان الأرياف في بر النيل إلا أن أغلبهم يحافظون على جذورهم العربية حتى الآن.

[ومن تاريخ السماعنة في بر سبناء]

يقول الرواة: إن السواركة في شمالي سيناء هم حلفاء منذ القدم لقبيلة السماعنة القوية والقديمة في سيناء ومصر، وقد استعان السواركة بفرسان السماعنة ضد قبيلة الترابين، وقد حقق السواركة بعض الانتصارات بعد مؤازرة السماعنة لهم ضد الترابين، وقيل: إن السماعنة طاردوا الترابين في بعض المعارك مع السواركة حتى حجر أبو عويلي (١) ونقش السميعني وَسْمه على الحجر وهو المحلة I، وقد وضع الرمح بين صخور تلك المنطقة داخل فلسطين دليل علامة النصر، ويقول الرواة: إن السواركة والترابين لما جرى الصلح بينهما وشعر السماعنة بالحرج من الترابين لما أن أصل العداء كان بسبب حلفائهم السواركة وقد زال الخلاف والشحناء وكان الصفاء توجه وجهاء وكبار (٢) السماعنة من قاطية إلى شيخ الترابين في فلسطين بنواحي غزة وقد طلبوا الصلح، فلما عرف شيخ الترابين شهامتهم العربية قبل منهم وعقد معهم عهدًا وصلحًا دام سنوات طويلة.

وفي القرن الحالي

ففي حركة الجهاد العربي المصري ساهم السماعنة إلى جانب رابطة قبائل شمال سيناء في حركة الجهاد ضد الاحتلال الإسرائيلي لسيناء عام ١٩٦٧ م وكان على رأس المجاهدين سالم شتيوي أحد شيوخ السماعنة في شمال سيناء الآن.


(١) أبو عويلي وهو أحد فخوذ الترابين في فلسطين.
(٢) يقول بعض رواة السماعنة: إن هؤلاء الرجال عندما جلسوا في بيت شيخ الترابين وقدم لهم الخادم حليب النياق في إناه وأوصاه الشيخ أن ينظر إليهم وهم يشربون اللبن فإن ابتلت شواربهم فهم فلاحون من القرى ولا داعي لجلوسه معهم وإن كانت شواربهم نظيفة بعد الشرب فهم بدو من قبائل العرب! ولا بد من تجهيز واجب المقابلة لهم من شيوخ الترابين والحذر منهم حتى يعرف ما يبتغون أو ما جاءوا من أجله.

<<  <  ج: ص:  >  >>