لهدم الكعبة المكية وإقامة كعبة أخرى مكانها في صنعاء يسميها العرب (القليس) وربما كانت محرفة عن كلمة أخرى.
ومن المعلوم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولد في العام الذي غزا الأحباش مكة فيه. ولم يدم ملك الأحباش في اليمن (١)، كما أن النصرانية ظلت في نجران إلى ظهور الإسلام، وظل في اليمن كثيرون من اليهود أوفد أهل نجران أساقفتهم ورؤساءهم إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وصالحوه على أن يظلوا على نصرانيتهم ويؤدوا الجزية، ولكن حينما قرر الخليفة عمر ألا يبقى في جزيرة العرب دين آخر مع الإسلام صدر الأمر بإخرج من يصر منهم على النصرانية، وعوض على من خرج مالا مقابل أملاكه.
[٥ - الإسماعيلية في "نجران"]
يتذهب أهل نجران كما يتذهب سائر أبناء عمومتهم وإخوانهم من قبيلة يام بالمذهب الإسماعيلي، وهو مذهب إحدى الفرق الشيعية الباطنية في الإسلام، وأتباعه يعتبرون أئمة سبعة من أهل البيت آخرهم محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق، ويختلفون عن الاثني عشرية بأن هؤلاء يقولون إمامة اثنى عشر إماما آخرهم محمد الحسن العسكري، ولا يعترفون لمحمد بن إسماعيل، بل يتبعون موسى الكاظم، والإسماعيلية بأنفسهم منقسمون إلى عدة فرق أهمها:
١ - فرقة الخواجية التي يترأسها أغا خان.
٢ - فرقة الداودية التي يترأسها طاهر سيف الدين من بومباي.
٣ - فرقة السليمانية التي يترأسها الداعي المكرمي الذي له منصب في الهند في بدرباغ وهو غلام حسين أرلهندي.
أما كيفية دخول الإسماعيلية بين أهل نجران وسائر قبائل يام فما لا نستطيع الجزم به ولا تحديد وقت معين لحصوله، إلا أن الذي يتراءى لي أن طبيعة اليامية جعلتهم يميلون إلى مخالفة جيرانهم من القبائل في العقائد الدينية وفي العادات
(١) ملك الأحباش اليمن ٧٢ عامًا حتى حررها سيف بن ذي يزن من حِمْيَر بمساعدة الفُرس.