للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالمُفْتين من يتعاطون مهمة الإفتاء من أولئك العلماء للمستفتين، ونعني بالقضاة مَنْ يحكمون بين الناس في قضاياهم وخُصوماتهم وحقوقهم، ويعيدون الحق إلى أهله وإلى نصابه، على أن تكون أحكامهم بمقتضى الشريعة الإسلامية، فالمفتي والقاضي عالمان إسلاميان يقومان بمهمتين إسلاميتين جليلتين، زيادة على علمهما أو تدريسهما للعلم الإسلامي مثلًا.

وأول من تمكنَّا من ترجمته - حسب المصادر الموجودة لدينا - من هؤلاء العلماء السُّلَميين الإسلاميين من عاش في القرن الهجري الأول ومات فيه، ألا وهو تميم بن سَلَمة الكوفي السُّلَمي.

وآخر من تمكنا من ترجمته - حسب مصادرنا - من هؤلاء العلماء السُّلَميين الإسلاميين، من كان عائشًا في أخريات القرن الثالث عشر الهجري ومات فيه، وهو محمد بن حمدون المرداسي الفاسي السُّلَمي.

وبمقارنة زَمَنَيْ ومَوْطني هذين العالمين السُّلَميين، اللذين يفصل بينهما عشرة قرون من الزمن، وكان أولهما يقيم بالكوفة وثانيهما يقيم بفاس، والكوفة تقع في غرب آسيا، وفاس تقع في إفريقية الشمالية القصوى - ندرك مدى حيوية بني سُلَيْم عبر التاريخ الإسلامي المديد.

تميم بن سَلَمة الكوفي السُّلَمي

روى عن سليمان بن الزبير، وشريح بن الحارث القاضي، وعبد الرحمن بن هلال العبسي. وروى عنه الأعمش، ومنصور، وطلحة بن مصرف، وأبو صخرة جامع بن شداد، وجماعة.

قال ابن معين والنسائي: ثقة. وقال ابن عاصم وغيره: مات سنة ١٠٠ هـ، وقاله ابن سعد، قال: وكان ثقة وله أحاديث. وذكره ابن حبان في الثقات، وفرق بينه وبين تميم بن سَلَمَة الخُزَاعي.

روى عن جابر بن سمرة، وعنه المسيب بن رافع. قال: وهو الذي روى عن عروة بن الزبير (١).


(١) تهذيب التهذيب، لابن حجر العسقلاني، ص ٥١٢ و ٥١٣ المجلد الأول طبعة حيدر آباد دكن، سنة ١٣٢٥ هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>