للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(لشيء يسير) فأبى، فقالوا له: قد أكلت يا كُثَيِّر بأكثر مما نسألك! فقال: ما أنا بواضع شيئًا، فقالت سكينة: اكشفوا عنها وعن عزَّة، فلما رآهما استحيا وانصرف وهو يقول: هو لكم هو لكم (١).

عائشة بنت طلحة وكُثَيِّر:

بعثت عائشة بنت طلحة إلى كُثَيِّر فقالت له:

يا ابن أبي جمعة ما الذي يدعوك إلى ما تقول من الشعر في عزَّة وليست على ما تصف من الحسن والجمال؟ لو شئت صرفت ذلك إلى غيرها ممَّن هو أولى به منها، أنا أو مثلي، فأنا أشرف وأوصل من عزَّة (وإنَّما جرَّبته بذلك) أي أرادت اختبار صدق حبه لعزَّة:

فقال:

إذا مَا أَرَادَتْ خُلَّةٌ أن تَزيلنَا … أَبْينا وَقُلنَا الحَاجبيَّةُ أوَّلُ (٢)

سَنُوليك عُرفًا إنْ أرَدْتِ وصَالنَا … وَنَحْنُ لِتلك الحاجَبيَّةِ أَوْصَلُ

لها مَهْلٌ لا يُسْتَطَاعُ دِرَاكُهُ … وسَابِقَةٌ فِي الحُبِّ ما تَتَحوَّلُ (٣)

فقالت عائشة واللَّه لقد سميتني لك خُلَّةً وما أنا لك بخُلَّة وعرضت علي وَصْلك وما أريد ذلك وإن أردت، ألا قلت كما قال جميل:

ولَرُبَّ عارضَةٍ عَلَيْنَا وَصْلَهَا … بالجِدِّ تَخْلُطُه بقولِ الهَازِلِ

فأجَبْتُها فِي الحُبِّ بعد تَسَتُّرٍ … حُبِّي بُثَينَةً عن وصالك شاغلي (٤)

أم الحويرث وكُثَيِّر:

. . . عن إبراهيم المهدي قال: قدم على هشام بن محمد الكلبي فسألته عن العشاق يومًا فقال: تَعَشَّق كُثَيِّر امرأة من خزاعة يقال لها أم الحويرث فنسب بها،


(١) الأغاني ٩/ ٣٠.
(٢) الشعر والشعراء ٣٣٨، وورد صدر البيت في الخزانة (إذا وصلتنا خلة كي تزيلها) ٥/ ٢٢٢.
(٣) ورد في خزانة الأدب ٥/ ٢٢٢ عجز البيت (وسابقة مِلحُبّ لا تتحول). والمهل: التقدم في الخبر والنسب.
(٤) الشعر والشعراء ٣٣٨، ٣٣٩، وخزانة الأدب ٥/ ٢٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>