الأسد ووقف بين يديه وصار يفتل في أذنيه ثم كلمة الشيخ في أذنه فذهب من حينه ومن ذلك التاريخ لَمْ ير الأسد في ذلك الجبل. (انتهى)
[في مستقر سيدي نائل والمواطن التي سكنها]
تدل القرائن والآثار وشواهد - الأحوال أنَّها صحراء سيدي عيسى وزاغر والمحاقن وما ولاها بدليل أن ثمَّ أماكن تُنسب إليه كمراح سيدي نائل وحمادة سيدي نائل التي بها مدفنه وهي قريب من وادٍ اللحم غربِيُّه وهي الآن تابعة لدائرة سيدي عيسى ولاية المسيلة في الجنوب الغربي من عين حجيلة تبعد عنها بنحو أحد عشر كيلو مترًا، بعد وفاة صهره سيدي شعيب انتقل إلى هذه المناطق وكثر ماله وانبسط جاهه وأوفت به الشهرة على ثنايا السيادة وقصده الأعلام والعظماء للتعليم والإحسان وبارك الله له في ذريته حتى صاروا شعوبًا وقبائل كما تراهم اليوم.
وفي بعض الإحصائيات لأحد الكُتَّاب أن عددهم يتجاوز المليونين بكثير وبإشارة من شيخه اتخذ شعار البيت "الخيمة" بالصبغة الحمراء واتخذت مدينة الجلفة (عاصمة الولاية فيما بعد) مركزًا لأولاد نائل يجتمعون فيه لفصل قضاياهم المتعددة ومشاوراتهم في مهماتهم المتنوعة وامتدت رقعة الأماكن التي سكنها وخلفه فيها أولاده وأحفادهم ما بين سيدي عيسى والحضنة وبوسعادة شمالًا وأولاد جلال وحدود بسكرة وخط الجريّد شرقًا وغارداية والأغواط جنوبًا وجبال العمور وطاقين وقصر الشلالة غربًا وعين وسارة والبيرين في الشمال الغربي.
وهذه المواطن كانت قبل استقراره بها واستقرار ذريته من بعده معمورة بأناس آخرين انقرض بعضهم وانجلى عنها الباقون كما هي سنة الله تعالى في خلقه وحكمته الباهرة في دفع النّاس بعضهم لبعض والأرض لله يورثها من يشاء من عباده.
[أولاد نائل لصلبه كم عددهم؟]
قال الشيخ عبد الرَّحمن طاهري في رسالته ما نصه: "اعلم أن النّاس اختلفوا
في عدد أولاد نائل لصلبه، فبعضهم يقول ترك أربعة وبعضهم يقول ثلاثة وذهب