يشهد بفضله فيقول: غلبنا الدارمي بالحفظ والورع. تبين لك أن عالمنا كان جديرا بكل تكريم.
[١٦ - ومنهم من تخصص في الأحاديث النبوية]
ومنهم من ألفوا في الإسناد وحسبنا أن نذكر أربعة منهم لكل واحد مسنده المشهور به أشهرهم الإمام الدارمي صاحب المسند المتقدم، والإمام الحافظ أبو إسحاق الطوسي، والحافظ المشهور الحارث بن محمد البغدادي، وأبو يعلى الموصلي. وقد تقدمت الإشارة إلى الإمام الدارمي، أما الإمام الطوسي فهذه إشارة إليه.
هو الحافظ أبو إسحاق العنبري المتوفى سنة ٢٨٢ هـ كان محدث الوقت في زمنه، كما كان أول الزاهدين، بعد محمد بن أسلم بطوس، وربما امتاز (مسنده) بالاستيعاب، ولذا سمي المسند الكبير، وكثرت أجزاؤه حتى بلغت ٢٠٠ جزء.
[١٧ - وصاحب السند الثالث: الحافظ أبو محمد الحارث بن أبي أسامة التميمي البغدادي]
المتوفى سنة ٢٨٢ هـ ومن عجب أنه شارك سابقه في أمور كثيرة أظهرها أن لكليهما مسندا، كما توفيا في سنة واحدة، وأنهما من تميم وعاش ٩٦ سنة.
١٨ - أبو جعفر (١) أحمد بن محمد بن عبد الرحمن التميمي القصري
نسبة لقصر بني الأغلب ودار ملكهم على ميلين من قبة القيروان الفقه الصالح الكثير الكرامات والرواية والاعتناء بمعجزاته صلى الله عليه وسلم وألف في ذلك. توفي سنة ٣٢٢ هـ.
[١٩ - أبو العرب محمد بن أحمد بن تميم بن تمام التميمي]
كان جده تمام من أمراء إفريقية الإمام الفقيه الحافظ المحدث العالم الأديب المؤرخ وروى عنه ابناه تميم وتمام، له مؤلفات كثيرة كلها بخط يده واحتاج الناس إلى علومه وكتبه، ومن مؤلفاته:
طبقات علماء إفريقية ومسنده حديث مالك، وكتاب فضائل مالك وسحنون،
(١) طبقات المالكية للشيخ/ محمد بن مخلوف ج ١: ٢٨ رقم ١٥٥.