ابن فلان يطلب مقاربتك ومراحمتك ويريد بنتك أو أختك فلانة، فيردُّ عليه وليُّ المرأة بقوله:(الله يحييكم)، ويشرح له حقيقة الحال فيما إذا كانت مخطوبته هذه قد خُطبت قبله، أو لا يريد أن تتزوج المرأة من هذا الخاطب، ويقدم له المعاذير الملائمة في ذلك، وينهض الجالسون بكلمة الخير بين الطرفين. أما إذا تم الزواج المنشود فإن الخاطب يدفع المهر، ويملك عليها وليها له، وتقام بعد ذلك حفلة الزفاف، ويقام فرح كبير وتذبح ذبائح عديدة يذبحها جماعة العريس، يجتمعون ما بين خمسة وستة ويذبح هؤلاء ذبيحة، ومثلهم غيرهم، وهكذا دواليك، وهؤلاء يطهون الذبائح. أما أهل العروس فمهمتهم أن يوزعوا الذبائح ويقدموها للضيوف المدعوين وغيرهم بالتساوي، كلّ مجموعة على ذبيحة. وكل مجموعة من هؤلاء تقدم قصيدة يترنمون بها مع بعض، ويردُّ أهل العروس على القصيدة بسرعة، ويستمر لعبهم هذا حتى الصباح، والقصائد التي تنشد في هذه المناسبات هي من الشعر النبطيِّ الملحون.
[عاداتهم في الولادة]
من دأبهم في الولادة أن تقوم "أُمُّ النُّفَساء" أو أختها الكبيرة مع مجموعة من النساء بتوليدها وبإطعامها والعناية بمولودها، ويظللن على ذلك حتى تستطيع أن تقوم بشئون وليدها، وفي اليوم السابع يذبح الوالد عقيقة واحدة إذا كان المولود أنثي، وعقيقتين إذا كان المولود ذكرًا.
[عاداتهم في الأسفار]
إذا عزم أحد بني سُلَيْم على السفر، استصحب معه رفيقًا، وإذا لَمْ يجد المطلوب سافر وحده إلى حيث يريد، ويستحسنون أن يبدأ المسافر بالسفر في يوم الخميس صباحًا، ويتفاءل ذوو المسافر له بالفال الحسن، ويكثرون السؤال عنه من القادمين حتى يعود سالمًا، وإذا كان المسافرون جماعة، سواء أكان سفرهم على إبل أم على سيارات، أم يكونون مشاة على أقدامهم - يأخذون معهم أواني الطبخ والأكل والقهوة بقدر اللزوم، وكل واحد من هؤلاء المسافرين يكون اهتمامه مُنصَبًّا على تحقيق التعاون فيما فيه فائدة ومصلحة للجميع، مدة غيابهم عن ديارهم حتى يرجعوا إليها وإلى أهليهم.