على نفسه وهو من شيَم الرجولة والشهامة العربية، فقال منيع: من أجل خاطرك قبلت الجيرة من نصير ونصار ويعودوا إلى البلاد (جنوب فلسطين) بعد ما يدفعوا الدية من خيار إبلهم وبشرط أن لا ينزلوا عند بيوتي مدى الدهر!
وجرى الصلح بين السواركة وصار الطيب وحسن الإخاء بين أولادهم وتكاثروا في نواحي غزة؛ وامتدت مساكنهم حتى شرق العريش عبر القرون التي تلت القرن السابع الهجري.
[التفصيل عن عشائر السواركة]
يذكر الرواة أن جميع أجداد السواركة من نسل عكاشة بن مِحْصن الأسدي وهم من نسل نصير بن عراد وأخيه ناصر وأبناء عمومتهم منيع ومنَّاع وأبو حجاج، وأغلب عشائر السواركة من نسل ناصر الذي تزوج البلوية في وادي الليف شمالي الحجاز ويقال لهم عيال الظروة، لما أن أمهم البلوية كانت ذات خصلة بيضاء في شعرها كما أسلفنا. وناصر عقب مسلَّم، ومسلَّم عقب ولداله ستة أصابع فسمي أبي خناصر وعقب أبو خناصر أربعة أولاد هم:
(أ) أسليم ومنه عشائر الدهيمات والمراشدة.
(ب) سالم ومنه عشائر الجريرات ومنهم فخوذ الزواتين والشواكين، وقد اشتهر الجريرات بالصلاح والتقوى، ومنهم الولي الصالح - غفر الله له - عيد أبو جرير والذي له مقام في جزيرة سعود بالشرقية، وكان قد هاجر إليها بعد حرب ١٩٦٧ م وكماله مسجد باسمه في مدينة العريش، وكان للشيخ عيد كرامات كبيرة ويلقى حتى الآن الاحترام والتبجيل من جميع قبائل العرب في مصر ويتباركون به ويزورون أولاده وأقاربه.