للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وارتباط بعض عناصرها بمحالفات ومصاهرات مع القبائل الأخرى التي هاجرت إلى منطقتها (١)، فقد احتفظت بشعور التضامن فكانت تناصر بعضها بعضا وتتآزر في المحن والحروب.

[ما هو عدد أفراد قبيل الشعانبة؟]

إن التقديرات المتوفرة لدينا تديمة حيث إنها ترجع إلى فترة ما قبل الحرب، وهي على كل حال، مجرد تقديرات ولا يمكن أن تعطي إلا فكرة عامة عن هذا الشعب (تمامًا مثل التقديرات التي تتناول الطوارق)، وهي تقول أن عددهم يبلغ نحو عشرين ألف نسمة (٢)، نحو ٨٦٠٠ منهم يقيمون في الموطن الأصلي، متليلي (٣).

وقبيل الشعانبة يتكون من بطون وأفخاذ متفاوتة في القدر والشرف والسيادة طبقًا لانتساب كل منها إلى شخصية اشتهرت بالشجاعة وغير ذلك من الصفات، ولكنه يلاحظ أن شعانبة متليلي، على عكس ما قد يتبادر إلى الذهن، ليست لهم المكانة العليا، بل هم كانوا قبل مجيء الفرنسيين يدفعون إتاوة للشعانبة الرحّل في مقابل بسط الحماية عليهم.

ويبدو أن الشعانبة كانوا يشكلون نظامًا اجتماعيا هرميا متماسكا قبل أن تقوم جماعات منهم بالهجرة إلى أماكن أخرى، ولكنه بعد ذلك انفصمت عرى هذه الصلة، وأصبح كل بطن يشكل وحدة مستقلة وينضوي أفراده تحت زعامة مسترخية النظام يساعدها مجلس الشيوخ الذي يصدر القرارات في الشؤون السياسية الخارجية.

وكما تشير الأرقام السابقة، فإن شعانبة متليلي (ويسمون البرارقة) هم أكبر جماعات الشعانبة عددًا، وبعض جماعات هذا الفريق من الرحَّل الذين يتخذون


(١) يقصد بعض فروع من زُغبة والمخادمة الهلالين وبعض الأشراف وأولاد سيدي الشيخ القرشيين.
(٢) ذكر تعدادهم المؤرخ الجزائري أحمد توفيق المدني عام ١٣٥ هـ / ١٩٣١ م نحو ٣٠ ألفًا.
(٣) تقع متليلي جنوب مدينة غرداية وهي مقر ولاية غرداية التي تضم بعض المدن الصحراوية ويُطلق على "متليلي الشعانبة".

<<  <  ج: ص:  >  >>