من متليلي قاعدة لهم. وأكبر بطون هذا الفريق هم "أولاد علُّوش" الذين يشكلون حوالي نصف القبيل، وهو بدوره ينقسم إلى سبعة أفخاذ، أهمها وأقواها جميعًا، هم أولاد تامر (التوامر) الذين يقال: إن جدهم الأعلى "تامر" هو الذي أسس متليلي. وأما أولاد عبد القادر الذين يقرب عددهم من عدد أولاد علُّوش، فينقسمون إلى خمسة أفخاذ ويتزعمهم فخذ أولاد حنش الذين يقال: إنهم ينحدرون من صلب شقيق تامر الأصغر.
وينقسم الشعانبة بصفة عامة إلى صفين، أو معسكرين متنافسين، يُسمّى أحدهما "الشارقة" وهو تقدمي منفتح، والآخر "الغرابة" وهو محافظ منغلق، وأولاد علوش ينتمون إلى الصف الأول، بينما ينتمي أولاد عبد القادر إلى الصف الثاني، في الوقت ينقسم فيه فخذ بني مرزوق إلى قسمين ينتمي أحدهما إلى الصف الشرقي والثاني إلى الصف الغربي.
والزعامة في الشعانبة وراثية مبدئيا، وهذا التقليد لا يزال معمولا به. فإن الابن الأكبر للزعيم هو الذي يتولى الرئاسة بعد أبيه، ولكنه لابد من أن توافق على هذا الترشيح "جماعة الكبار"، ومتى اتفقت الجماعة على أن أكبر أولاد الزعيم لا يصلح للرئاسة، أمكنها أن تعين مكانه أخاه الأصغر، أو حتى أحد أقاربه البعيدين في مركز الزعامة.
وزعيم القبيلة أو العشيرة إنما يقوم بدور القاضي والمفاوض والمصلح الذي يفصل في النزاعات، ولكنه قلما يقود المعركة في الحرب؛ لأن القائد العسكري يقوم بتعيينه مجلس القبيلة في وقت الحرب، وهو ينتخب للخصائص الشخصية التي يتمتع بها، مثل الشجاعة والمقدرة على التنظيم، وهو إنما يختار لعملية عسكرية واحدة، وقد يحدث أن يثبت القائد العسكري مزاياه القيادية في زمن الحرب بصورة لا نزاع فيها فتئول إليه زعامة القبيلة السياسية ويرثها ابنه من بعده، ولكن ذلك لا يقع إلا في النادر وفي حالة الاضطراب العام، أو في أوقات الشدة، حيث إن نظام القبيلة الديمقراطي لا يسمح بالجمع بين المسئوليات السياسية والمهام العسكرية.