قبائل سيناء عددًا، وكان عمدتهم سلَّام عرادة من العرادات ويقال للعرادات غُز العرب لامتيازهم عن سائر البدو جيرانهم بنظافة المأكل والملبس، واشتهر الجريرات بالصلاح والتقوى، ومنهم أبو جرير الذي حلف العرب بذمته للآن، وقال: يمتاز السواركة بكثرة العدد وضعف الرأي ويُلقَّبون بأولاد الظروة. وكما ذكر عارف العارف أن بعض فخوذ قبيلة الحناجرة في فلسطين تعود بنسبها إلى قبيلة السواركة.
[حروب السواركة]
حدثت مصادمات وحروب بين السواركة وبين العديد من القبائل في سيناء وفلسطين ولكن أشهر هذه الحروب بينهم وبين قبيلة الترابين، فبعد تكاثر السواركة في نواحي القرارة شرقي خان يونس بفلسطين كانت عشائر الترابين تتزايد كثرة ونفوذًا وقوة في نفس الوقت، فحدثت منافسة على البلاد فكان الخلاف على القرارة، وقيل: كان على ملكية قطعة في أرض سيناء تسمى القريعي، فحدثت مصادمات عنيفة متقطعة إبان العهد العثماني بين السواركة من جهة والترابين من جهة أخرى، وكثيرًا ما تحالف السواركة مع الرميلات والتياها والسماعنة وبفي ضد الترابين، كما تحالف الترابين أيضًا مع الأحيوات والحويطات وقبائل الطور ضد السواركة، وكانت نتائج الحروب في فلسطين أن أزاح الترابين نهائيا السواركة والرميلات حلفاءهم إلى رفح والساحل الشمالي لسيناء واستولوا عليها، أما في سيناء فقد تغلب السواركة على الترابين في بلاد التيه ولم ينتصر لهم إخوانهم بفلسطين بسبب حروبهم المستمرة مع الجبارات في بئر السبع، ثم ثم الصلح بين الترابين والسواركة وتعاهدوا عند ولي صالح من السواركة له مقام وهو الشيخ زويد شرق العريش وقد سميت القرية باسمه وهي الآن مدينة، وظل الصلح عدة سنوات بين الطرفين وساد السلام بينهما ثم جاء عدة رجال من وجهاء قبيلة الجبارات الفلسطينية ونزلوا ضيوفًا على قليد (١) القوم لقبيلة السواركة قرب العريش فلما همَّ بإعداد الطعام لهم، قالوا: إن كنت ستحقق مبتغانا ومرادنا فهيا إلى ذبح الشاة لنا، وإن لم يكن عندك جوابًا فلا حاجة لنا بطعام ولا نبتغي زادك، فعرف قليد القوم للسواركة أن الجبارات يريدون مشاركة فرسان السواركة في حروبهم مع
(١) قليد القوم أي صاحب الرأي النافذ خلاف عقيد الحرب وهو صاحب القيادة في المعارك.