للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[ذو خشب]

لعل التسمية ناشئة من كونه ينبت من العضاة الكبيرة ومنها تتخذ الخشب قال الهمداني (١): والخَنْفَسُ وخلص مشرفتان على الرَّهْط ووادي ذي خُشب وهو فوع العرض يدفع فيه الأجرعان، انتهى. واسم ذي خُشُب يطلق على وادٍ أشهر من هذا بقرب المدينة، له ذكر كثير في الأخبار والأشعار ولكن الوادي الذي هو فرع العوض له ذكر أيضًا، ففي شعر طُفَيْل الغَنَوِي يخاطب زَيدَ الخيل الطائي (٢):

فَلَوْ كُنَّا نَخَافُك لَمْ تَنَلهَا … بِذِيْ بَقَرٍ فَرَوْضَاتِ الرَّبَابِ

وَلَوْ خِفْنَاكَ مَا كُنَّا بضُعْفٍ … بِذِيْ خُشُبٍ نُعَزِّبُ والكُلابِ

وورد ذكر ذي خُشُب في أشعار النُّميرين كما في نوادر الهجري.

واسم هذا الوادي ليس معروفًا الآن، ولكن أحد فروع الأودية القريبة من الرويضة يدعى الخشبي على ما ذكر الشيخ حسين بن جُرَيْس - وهذا على مقربة من أبي الجرْفَانِ، ولهذا فقد جزم الأستاذ سعد بن جُنيدل (٣) بأن أبا الجرفان هو ذو خُشُب، وأبو الجرْفَانَ -وله روافد كثيرة- يقع في منطقة العرض الغربية، غرب وادي السِّرْداح، وترفده سيول أودية كثيرة، وينحدر حتى يصب في وادي السِّرْدَاح.

[خلص]

ورد غير مضبوط، وقد قرن الهمداني الخَنْفَسَ وخلصا هذا وقال (٤): هما مشرفتان على الرهط، ووادي ذي خُشُب، ولم أر ذِكْرًا له عند غيره، والاسم يطلق على مواضع أشهرها خَلْص آراه، بمنطقة المدينة، والثاني في خَيْبر، على ما ذكر البكري (٥) وقال: قسمت خَيْبَر على الوطِيح وخَلْص، فَخَلْصُ بين قرابة النبي


(١) "صفة جزيرة العرب": ٢٩١.
(٢) "معجم ما استعجم" رسم (الرباب) وديوان الطفيل: ٩٧.
(٣) "عالية نجد": ٣٧.
(٤) "صفة جزيرة العرب": ٢٩١.
(٥) "معجم ما استعجم" ٥٢١ و ٥٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>