للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[صلح العليقات مع الصوالحة وعودتهم لبلاد الطور]

ذكر في إحدى وثائق الدير المدونة بتاريخ ٤١ من محرم عام ١٠٠١ هـ أن كبار الصوالحة والعليقات قد اجتمعوا في بيت شيخ العرب سليمان بن حسن الودي وعقدوا صلحًا بينهم بعد ما دارت بينهم حرب من قديم الزمان أي عام ٩٤٩ هـ وتسامحوا في ما دار بينهم من اختلافات بالرضى والإخلاص، وأن يعيشوا في البلاد شركة وإخوان وهم العليقات ومعهم مزينة وانضم لهم الحماضة وفرع صغير من النفيعات وهم السواعدة وكل الفروع المذكورة في باطن العليقات على شرط أن لا يدخلوا فروعًا أخرى جديدة ولا أفرادًا ولا يدخلوا في فروع الصوالحة ولا يربطوا معهم روابط أو شروطًا إلا بموافقة الصوالحة، وحرصًا من الوقوع في اختلافات الماضي، كما لا يربط العليقات ومن معهم من فروع روابطًا أو تحالفًا مع قبائل أخرى إلا بموافقة الصوالحة ولو حدث ذلك وربطوا روابط مع قبائل أخرى يكون ساقطًا حقهم ومنافعهم في البلاد، ولا تتم روابط يربطها الصوالحة مع قبائل أخرى إلا بموافقة العليقات ومزينة، وقد تم الاتفاق بينهم على أن يكونوا إخوانًا وشركة في البلاد (١) ومنافعها رجلًا واحدًا على أية قبائل أخرى خارج الصوالحة ومن معهم أو العليقات ومن معهم وتساووا في المنافع على الشروط الآتية:

أن يأخذ العليقات نصيبهم النصف في منافع البلاد أي نقل الحجاج وزوار البلاد وجميع المنافع الأخرى وحتى الفيِّد الذي يلفظه البحر على شطوط جزيرة سيناء ما عدا منافع الدير أي نقل مهمات الدير ونقل رهبانه فنصيب العليقات الربع في المنافع الديرية، وكفلوا على ما ذكر في عقد اتفاق بين الطرفين الصوالحة والعليقات وكفل كفيل العليقات وكبيرهم جميل بن سليمان بن سالم من الخريصات وهو قليد رأيهم، وكفل كفيل الصوالحة وكبيرهم وقليد رأيهم وهو سالم بن نصار بن حسن بن قويضي وشهد على ما ذكر في عقد الاتفاق وفوض لجميل برضاه وهو كبير مزينة وقليد رأيهم وهو عودة بن سالم بن صباح بن غانم من أولاد فراج، وقسم الأكفال بالله على ما ذكره في العقد ولا يجوز تغيير الأكفال


(١) صارت بلاد جنوب سيناء (الطور) نصفين صوالحية وعليقية بعد هذا الصلح المبرم بين الصوالحة والعليقات واستمر الحال من عام ٩٤٩ هـ حتى الآن أي لمدة أربعة قرون وعشرين عامًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>