قال: لأنا أدركهم للثأر وأمنعهم للجار، وأنا لا ننكل إذا حملنا، ولا نرام إذا حللنا، فقال كسرى حينئذ: ليس منهم إلا سيد يصلح لموضعه.
[وصية قيس بن عاصم]
كان له ٣٣ ولدا أوصاهم بوصايا طيبة قبل موته سنة ٤٧ هـ، ويقول ابن سعد: إن قيس بن عاصم سيد أهل الوبر، هذا كانت له منزلة لا يجارى فيها، أوصى بنيه عندما أحس بالموت فقال: يا بنيّ، سوّدوا عليكم أكبركم فإن القوم إذا سوّدوا عليهم أكبرهم خلفوا أباهم، وإذا سوّدوا أصغرهم أزري بهم عند أكفائهم، وعليكم بالمال واصطناعه فإنه منبهة للكريم ويستغني به عن اللئيم، وإياكم ومسألة الناس فإنها آخر مكسبة الرجل، ولا تنوحوا عليّ، فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم ينح عليه، ولا تدفنوني حيث تشعر بي (بكر بن وائل) فإني كنت أغاولهم في الجاهلية.
وقال عُبدة الطبيب يرثيه:
عليك سلام الله قيس بن عاصم … ورحمته ما شاء أن يترحما
فما كمان قيس هلكه هلك واحد … ولكنه بنيان قوم تهدما
[٣ - أسيد بن حباءة]
فارس من بني مالك بن زيد مناة بن تميم، له مواقف مشهورة في الدفاع عن بني قومه (١).
غزا بسطام رئيس بني شيبان بني يربوع فاقتتلوا بصحراء (فلج) وتغلبوا على بني يربوع ثم مر علي بني مالك بن زيد مناة فاكتسح إبلهم، فركبت بنو مالك فقاتلوهم حتى هزموا جمع بسطام واسترجعوا الإبل .. وألح أسيد بن حباءة على بسطام، فوقعت يد فرسه في وهدة من الأرض ووقع في الأسر.
وفي يوم أعشاش بينهم أيضًا قال بسطام الشيباني لمفروق: إن أسيد بن حباءة لا يفارق فرسه الشقراء ليلا ونهارا، فإذا أحس بكم ركبها حتى يشرف على