وكان من مشاهير الخطباء والمتكلمين .. خطب أمام كسري مفتخرا بمآثر قومه وفضائلهم، ونال الاعجاب والتقدير.
وفي يوم جدود الحاسم بين المنقريين وبكر بن وائل، لم يكن لقيس بن عاصم همة إلا الحوفزان رئيس بكر، فتبعه على مهر، والحوفزان على فرس خارج، وحفزة بالرمح على ظهره، فاحتفز بالطعنة ونجا وسمي (الحوفزان) وبسبب ذلك مات بعد حين.
وفي يوم الكلاب الثاني تجمعت قبائل عدة لغزو بني تميم بجيش لم يعلم في الجاهلية بجيش أكثر منه في الجزيرة العربية، فحمل قيس بن عاصم حملات شعواء باهرة وهو يقول:
في كل عام نعم تحوونه … يلحقه قوم وتنتجونه
أربابه نوكى فلا يحمونه … ولا يلاقون طعاما دونه
أنعم الزبناء تسبونه؟ … هيهات هيهات لما ترجونه
وأصبح بعد ذلك رئيس قومه، بعد أن قتل رئيسهم نعمان بن حسحاس، ثم نادى: يا آل تميم، عليكم بالفرسان ودعوا الراجلة، فإنها لكم.
وانهزم تجمع مذحج العظيم شر هزيمة. وانتصر قيس يوم النباج ويوم الثيتل، ؤقال الشاعر:
فلا يبعدنك الله قيس بن عاصم … فأنت لنا عز عزيز ومعقل
وأنت الذي حاربت بكر بن وائل … وقد عضلت بها النباج والثيتل
وفد قيس على النبي - صلى الله عليه وسلم - في وفد بني تميم سنة ٩ هـ، وجعله الرسول - صلى الله عليه وسلم - على صدقات بني سعد.
وخطبته أمام كسرى في وفد العرب:(لقد علم هؤلاء أنا أرفعهم في المكرمات دعائم، وأثبتهم في النائبات مقادم) فسأله كسرى: ولم ذاك يا أخا سعد؟