لا يقع التباس بين النسبتين نسبة أولاد نائل محمد بن عبد الله الشريف الإدريسي الحسني العلوي الفاطمي المغربي الأصل ونسبة العرب الهلاليين المسمين بالنوايل، وذكر الشيخ عبد الرَّحمن طاهري أنه بعد وفاة الشيخ أحمد بن يوسف ارتحل سيدي نائل وقصد الجزائر فمكث فيها يعلم مدة سنوات ثم تحول إلى وانشريس ونزل عند سيدي شعيب بن سيدي بوزيد فتلقاه بالإكرام وأنزله خير منزل وأصهر له في ابنته زعموا لرؤية رآها في المنام وطلب منه أن يعلم أولاده القرآن أولًا ثم الفقه ثانيًا فتصدر لذلك عشرين سنة وانتفع به خلق كثير سواهم ولما كان طموحًا متشوقًا إليها أمضى ما كان عزمًا وأطول يدا لتناولها فأقبل على نفسه باستكمال فضائلها وحملها على الأخلاق الحميدة والخصال الشريفة مقتفيًا آثار سلفه وسنن آبائه مرتكبًا في خلافها أكبر المشاق؛ لعلمه أن السيادة لا تنال بالأشداق، فجعل الصبر مطيته والاتكال على الله حرفته والسخاء صنعته والحياء جبته، فلم يترك رئيسًا إلَّا حاباه، ولا صالحًا إلَّا واساه وولاه، ويحرض أولاده ويوصيهم باتباعه لعلمه بأن اليد العليا أفضل من اليد السفلي، فكان مدة حياته يحملهم على مقاصد الخير وفعله إلى أن لقي الله عزَّ وجلَّ.
واقتفى أثره أبناؤه واغتنموا تلك الفضائل التي لا ينالها إلَّا كبير الهمة عظيم المنزلة وبقيت متوارثة في أجيالهم لهذه العصور. وقد ظن بعض الآخذين للعوايد والغفارة، أنَّها تبرهن على سيادتهم وأن لهم بأخذها رفعة على غيرهم فمن يقول بهذا؟ وقد أصبحوا في عداد العائلة يدفع لهم النائليون رواتب سنوية. (انتهى)
[الكلام على الغفارة]
ذكر صاحب تحفة الأفاضل حكم الغفارة بعد تمهيد لوجه إعطائها وأخذها فقال:"إذا تقرر هذا فالغفارة الآن من قبل الصدقة المرغب في إعطائها فمعطيها أحسن من آخذيها لقوله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "اليد العليا خير من اليد السفى"، ومعلوم أن اليد العليا هي المعطية والسفلى هي الاخذة والاخذون لها الآن يأخذونها على وجه السؤال ولا يخفى ذلك قبح السؤال وما ورد في ذمه كتابا وسنة وإعطاؤها لا يزري بالأشراف