للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فذهب العرجاني (لابن جميلة) ولعله كبير قومه وهو من الجرابعة أيضًا، وأخبره بما حدث، فقال ابن جميلة: لك بدلا منها ناقة، فرفض العرجاني في ذلك. فقام ابن جميلة وذهب لآل مرة الذين أخذوا الحملة، وطالب برد ناقة العرجاني، فرفضوا رد الناقة لأن ابن همام ليس في وجهه شيء، ولما رأى ابن جميلة ذلك، رجع وبعدها بفترة بسيطة قام هو وأربعة بأخذ صبعة من الإبل ومعها (فحلها) عوضًا في ناقة العرجاني وما لبثوا حتى لحق الطلب، ولما لم يكن لهم قوة في مقابلتهم فقد كانوا قليلا بالنسبة للطلب، فقد قاموا وعقروا الإبل السبع وتركوا الفحل لم يعقروه.

ونحن إذ نذكر هذه القصة لا نهدف إلا أن نبين جانبًا من الشيم والأخلاق الحميدة عند البدو من آل مرة.

الجار (القصير): فهو يلزم جاره وقد أوصى به الرسول الكريم -صلى اللَّه عليه وسلم- في الحديث الشريف حيث قال: "لقد أوصاني جبريل في الجار حتى ظننت أنه سيورثه".

إلا جار الحجر والمدن فلا يلزم جاره إلا بتعنزه.

[ومن السلوم قديما]

* إذا طاح الجذاب على المايح في البئر ومات الاثنان، فأهل الجذاب يدفعون الدية لأهل المايح، بينما يكون الجذاب (الميت) (هميان).

* إذا جاءك أحد يطلب منك دلو البئر، فقبل أن تعطيه إياه قل له "اشتره" فيقول: "اشتريته" ثم قل "اشهدوا يا حاضرين" وذلك دون تحديد سعر، فعندها تكون في منأى من تبعات ما قد يحصل من الدلو من ضرر لأحد، إن حصل.

* إذا قام رجل بحفر بئر ولم يضع عليها حواجز أو نحو ذلك، فإنه يكون مسؤولا مسئولية كاملة عن كل من يقع فيها من آدمي أو حيوان، وعليه فإنه يدفع الدية والتعويض حسب الحالة.

هذه بعض سلوم القبائل في السابق وكثير من الناس يجهل هذه السلوم.

<<  <  ج: ص:  >  >>