للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

التذمر فعبَّر عن نفسه في ثورات هادرة عارمة، فقادت جهينة إحداها ضد المماليك ولكنها لسوء الحظ انتهت بهزيمتها، وخرج كثير من أفرادها إلى السودان.

على أثر هذه الهزيمة يقول الدكتور عبد المجيد عابدين: (وصفوة القول أن جهينة في الفترة بين ٦٩٨ هـ و ٧٤٥ هـ كان لها نصيب وافر في المقاومة وأن هذه الحركة انتهت بكثير منهم إلى بلاد السودان).

[قبيلة جهينة بينبع]

جُهَيْنة من أعرق القبائل العربية نسبًا فهي قُضَاعية قحطانية تُنسب إلى جُهَيْنة بن زيد بن ليث بن أَسلُم بن الحاف بن قُضَاعة. وقُضَاعة حِمْيَرية يمنية قحطانية النسب كما أكد ذلك كبار محققي النسب كابن الكلبي والهمداني وغيرهما، ويشير ابن الكلبي ومن وافقه من خيرة علماء النسب أن منازل قُضَاعة قديمًا من شاطئ البحر الأحمر إلى جدة وما دونها إلى أسفل عرق وفيه الحرم من السهل. ولما جاء الإسلام تدافعت قبيلة جهينة مع قبائل الجزيرة لتنضم إلى الجيوش الإسلامية الفاتحة لعديد من البلاد، وكانت جهينة في مقدمة القبائل ومن ذلك فقد تفرقت جهينة وانتشرت في أكثر الأقطار الإسلامية، وأشار العلَّامة ابن خلدون - وهو يتحدث عن منازل قُضَاعة: فجهينة ما بين ينبع ويثرب إلى الآن في متسع من برية الحجاز، وهي في العدوة الشرقية من بحر القلزم - أي البحر الأحمر، وأجار منهم إلى العدوة الغربية وانتشروا ما بين الصعيد وبلاد الحبشة، وسيطروا على النوبة وانتصروا عليهم وأزالوا حكمهم وحاربوا الأحباش حروبًا ضارية فأرهقوهم، ولكن لا تزال لجهينة بقية في أماكنها القديمة في الحجاز، ولعل هذا البقاء يرجع إلى عاملين: الأول لم تكن هناك هجرات جماعية من جهينة، أما العامل الثاني فهو خصوبة أوديتها، كواحة ينبع النخل ومنطقة العيص.

وظلت قبيلة جهينة محافظة على مساكنها القديمة مع تفرق أجزاء منها، أكثرها في المواضع القريبة من منازلها القديمة كصعيد مصر والسودان لوقوع هذه المناطق قريبة من بلاد جهينة الأصلية على ساحل البحر الأحمر وهما الينبعان النخل والبحر والعيص وما جاورهما من الأودية والجبال، مع ملاحظة انتشار أقسام أخرى منها في الشام والعراق وفي شرق البلاد الإسلامية التي دخلت الإسلام، ويقصد بالشام كما يشير أستاذنا الباحث حمد الجاسر في بحوثه عن قبيلة

<<  <  ج: ص:  >  >>