للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هم المانعو البيت والذائدون … عن الحُرمَات جميع القَربْ

نَفَوا جُرهُمَا ونَفَوا بَعْدهم … كنانة غصبًا ببيض القضب

وَهُمْ ألحقوا أسدًا عنوةً … بأحياء طيءٍ وحازوا السلب (١)

خُزاعة قومي فإن أفتخر … بهم يَزكُ مُعتَصري والنسب (٢)

خزاعة (*) وقبيلة هوازن

أغارت قبيلة هوازن على خُزاعة وهم بالمحصَّب (٣) من منى، فأوقعوا ببطن منهم يقال لهم: بنو العنقاء، وبقوم من بني ضاطر، فقتلوا منهم عبدًا، وَعَوفًا، وأقرم، وغبشان، فقال بن الأحب العدواني يفخر بذلك:

غَدَاةَ التَقينَا بالمَحَصَّب منْ مِنَى … فَلاقَتْ بَنُو العنقاء إحْدَى الفَطَائِم

تَرَكْنَا بها عَوفًا وَعَبدًا وَأَقْرَمًا … وَغُبْشَانَ سُؤرًا للنُّسورِ القَشَاعِمِ (٤)

فأجابه قيس بن الحدادية الخُزَاعي، فقال يعيره أن فخر بيوم ليس لقومه:

فَخَرْتَ بيوم لم يَكنْ لك فخرُه … أحَادِيثَ طَسمٍ إنما أنت حالمُ (٥)

تُفَاخَرَ قومًا أطرَدَتْكَ رماحُهمْ … أكعب بن عمرو: هَلْ يُجَابُ البَهائِمُ (٦)

فلو شَهدتْ أمُّ الصبيَّين حملنا … وَرَكضهم لإبيضَّ منها المقَادمُ

غَداة تَولَّيتمْ وَأدْبَرَ جَمْعُكُمْ … وأُبنا بأسْراكم كأنَّا ضراغمُ (٧)

ثم أغارت هوازن على بني ليث، فأصابوا حيًّا منهم يقال لهم: بنو الملوح ابن يعمر بن عوف، ورعاء لبني ضاطر بن حُبشية، فقتلوا منهم رجلًا وسَبوا منهم كثيرًا واستاقوا أموالهم، فقال في ذلك مالك بن عوف النَّصري:


(١) عنوة: قهرًا. والسلب: ما يسلب.
(٢) زكا يزكو: نما، ويقال: رجل كريم المعتصر: جواد عند المسألة كريم.
(*) الأغاني ١٤/ ١٤١.
(٣) المحصب: موضع رمي الجمار بمنى.
(٤) السؤر: البقية والفضلة. والقشاعم: جمع قشعم، وهو من النسور، المسن الضخم.
(٥) طسم: قبيلة من عاد انقرضوا.
(٦) أطرده: صيره طريدًا.
(٧) ضراغم: جمع ضرغم، وهو الأسد.

<<  <  ج: ص:  >  >>