ويتوجهون إلى مصلى العيد زرافات ووحدانًا، وبعد أن يؤدوا صلاة العيد في المصلي يصافح بعضهم بعضًا، ويهنئ بعضهم بعضًا بحلول العيد السعيد، ومن كان منهم بينه وبين آخر مشاجرة فإنه يصافحه ويصالحه في ذلك اليوم الميمون، فيتصافيان وتزول أسباب الخلاف والشقاق بينهما، وبعد الصلاة يجتمعون في صعيد مرتفع، ويتريضون برمي الأهداف بطلقات بنادقهم، ويفتخرون بإجادة الرماية وإصابة الأهداف، ثم يعود كلّ واحد منهم إلى بيته، هذا إذا كانوا حاضرة.
أما البادية السُّلَميون فإنهم قبل العيد يجتمع منهم جمع غفير في كلّ بيت من بيوت الشَّعَرِ، ومدة العيد من ثلاثة أيام إلى أربعة، وفي كلّ يوم تذبح الذبائح ويُطْعِم منها الذين ذبحوها، الآخرين الذين لَمْ يذبحوا .. وهكذا حتى تنتهي أيام العيد ومن ثم يتفرقون في المراعي.
وهكذا شأنهم في عيد الأضحى إلَّا من ناحية الرماية.
[عاداتهم في شهر رمضان]
يبتهج بنو سُلَيْم بمقدم شهر رمضان المبارك، ويطلقون المطلقات المتواصلة من بنادقهم إعلانًا لفرحتهم الغامرة به، ويخبر بعضهم بعضًا بقدومه، وتمضي ليالي شهر رمضان عندهم كلها في غبطة وانشراح، ويكثرون فيه من الصلاة والصدقة، وأهل البادية في هذا الشأن مثل أهل القرى.
[أعراف أخرى]
يكرمون الضيف ويحسنون جواره، ولمن جاورهم أو استجار بهم الحماية. وباديتهم كثيرو الترحال وراء الأمطار، وإلى منابت العشب، أما حاضرتهم فيتعاطون زراعة النخيل والليمون والفواكه والحبوب بأنواعها في بلادهم، كما يتعاطون التجارة، وليس في بلادهم في الوقت الحاضر خيل يُربُّونها، أو خيل يركبونها، كما كان عليه الحال لديهم في سالف الأزمان، إبان الجاهلية القريبة من الإسلام، وفي صدر الإسلام.