للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بلاد باهلة قديمًا

كانت القبائل العربية قبل ظهور الإسلام تحل بلادًا خاصة بها في جزيرتها، فلما استقر الإسلام في الجزيرة قام الخلفاء الراشدون بنشره خارجها، فبعثوا الجيوش إلى بلاد العراق والشام ومصر، حتى نشروا الإسلام في تلك الأقطار، وقد وجد الغزاة المجاهدون وكلهم من العرب في هذه البلاد التي نشروا الإسلام فيها مستقرًا وموطنًا على بلادهم القديمة، فاستقر كثير منهم في تلك البلاد، وانتشروا فيها، وملكوا فيها الأملاك الواسعة.

ثم لما امتدت الفتوحات الإسلامية إلى بلاد المشرق، فبلاد المغرب فبلاد الأندلس انتشر العرب في هذه البلاد واستوطنوها؛ ولهذا قل أن توجد قبيلة من قبائل العرب القديمة لم ينتشر من فروعها في خارج الجزيرة من استقر في تلك البلاد، ومن تلك القبائل قبيلة باهلة التي كانت تحل اليمامة، كما في كتاب "بلاد العرب" (١): فأما عُقيل والعجلان وقُشَير ونُمير ونُهْم وباهلة، وكل قيس، فإلى اليمامة انتهى، فهم من أهل العالية التي قال عنها ياقوت (٢): العالية ما جاوز الرمة إلى مكة، وهم عُكْل وتَيْم وطائفة من ضَبَّة، وعامر كلها، وغني وباهلة -إلى آخر ما ذكر- وفي "معجم ما استعجم" (٣): ونزل نُمَير بن عامر وباهلة بن يَعْصر وتميم كلها بأسرها باليمامة، وبها دارهم، إلا أن حاضرتها لربيعة.

ولقد استوطن يعض فروع باهلة العراق وغيره أثناء الفتوحات الإسلامية، فكان لهم في تلك البلاد أمكنة تضاف إليهم، ولكن ليس معنى هذا أنهم كلهم هجروا بلادهم القديمة، واستوطنوا البلاد التي نسبت إلى بعض أفرادهم كما جاء في "دائرة المعارف الإسلامية" (٤) حيث جاء في ذكر باهلة: وكانت مراعيهم في القديم جنوب اليمامة، ويقال: إنهم ظلوا هناك إلى القرنين الرابع والخامس الميلاديين، ثم نجدهم بعد ذلك يحتلون الحُفَيْر على مسيرة أربعة أميال من البصرة، وهذه البئر على جانب من الأهمية لوقوعها في طريق الحجاج. انتهى.


(١) ٣٢٦.
(٢) "معجم البلدان" رسم اليمامة.
(٣) ١/ ٩٠.
(٤) ٦/ ١٥٥ الترجمة العربية رسم (باهلة) وسيأتي في الكلام بعد قليل ما يوضح ما هنا من خطأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>