للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٨ - هلال بن الأسعر]

مما أخبر به الأصفهاني أنه شاعر إسلامي من شعراء الدولة الأموية، وأدرك دولة العباسيين (١).

فقد قال (أبو عمرو بن العلاء) رأيت هلالا وهو ميت، ولم أره حيا فما رأيت أحدا على سرير أطول منه.

ونقل الأصفهاني أنه كان عادي الخلق، عملاقا ضخم الجسم أشبه الناس بأهل عاد، لا توصف صفته.

وأما تلك القوة البدنية الرهيبة التي كانت مثار العجب من الناس جميعا في عصره فيدل عليها ما يأتي:

أ - قدم المدينة فسمع به الوالي الأموي فاستدعاه فلما مثل بين يديه رأى بجانبه رجلا أصفر، لم تر قط أشد منه خلقا ولا أغلظ عنقا ما أدري أطوله أكثر أم عرضه!! فقال الأمير للأسعر: إن هذا العبد لم يترك بالمدينة أحدًا إلا صرعه، فخذ بثأر العرب، فأجابه جعلني الله فداك أيها الأمير، إني تعب جائع فإن رأى الأمير أن يتركني اليوم حتى أضع عني إبلي، وأؤدي أمانتي، وأريح يومي، هذا وأجيئه غدا فليفعل.

فأمر الأمير أعوانه فانطلقوا معه إلى إبله فأراحوها، وأودي أمانته ثم ذهبوا به إلى أن شبع فاسمع ما حدث به هلال بعدها:

لما جاء الغد غدوت عليه وعلى جسمه صوف، وكساء غليظ مهلهل مربع أخضر فسلمت عليه فرد عليّ السلام وقال للأصفر قم إليه، فقد أرى أنه أتاك الله بما يخزيك، فقال العبد: البس الإزار يا أعرابي، فقال: ليس عندي إزار فدعا الأمير بملحفة ما رأيت قبلها ولا لبست مثلها والتحفت بها وأخذ العبد يدور حولي وأنا منه وجل ولا أدري كيف أصنع به، ودنا مني فنقد جبهتي بظفره نقدة حتى ظننت أنه قد شجني فغاظني ذلك، فجعلت أنظر إلى خلقه، أقبض منه فما


(١) في الأغاني ج ٣ ص ٥٢ جده خالدة بن الأرقم بن قيس بن ناشرة بن سيار بن رزام بن مازن بن مالك بن عمرو بن تميم.

<<  <  ج: ص:  >  >>