للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من القبيلة المعادية، فيشربه إحدى فرسان القبيلة ويتحارب هو والفارس المذكور (المشهور) حتى يقتل أحدهما الآخر.

الطفل رد أباه في العنوة (١)

كان (محمد بن نقادان) متزوجًا من امرأة من إحدى بطون آل مرة، وكان نسيبه يدعى (هديب) وقيل (صالح) وذات يوم قتل هديب رجلا من (فخيذة أخرى من آل مرة)، فلما علم آل عذبة بالأمر تدخلوا لإصلاح ذات البين وتسوية الأمور، فذهبوا لفخيذة المقتول، فطلبوا قتل صاحبهم، فكان طلبًا صعبًا لآل عذبة فهو صهرهم، فرفض آل عذبة أن تأخذهم الدنية في (عانيهم) ولكنهم على استعداد لتقبل جميع الوساطات. وبعد أن فشلت جهود آل عذبة في إيجاد مخرج لصهرهم لم يبق أمامهم إلا (المهربات) (٢)، فأعد (هديب) العدة للرحيل فقد قرر أن يجلى بعيدًا، وبينما هو كذلك، فإذا بابن أخته يصيح (رضيعًا) فقال لأخته (زوجة ابن نقادان) خذي طفلك. قالت: لا، الطفل الذي ما يعنوي خاله ليس بولدي ولا أنا بأمٍّ له"، فتركت طفلها وجلت مع أخيها ومكثوا في الرملة بضعة أشهر، يعيشون على لبن الإبل والصيد، وقد بحث عنه أهل القتيل فلم يجدوه، وكان الرجل متحرصًا كل الحرص، وكانت أخته حُبلى، ولم تظهر آثار الحمل عليها، وسرعان ما علمت وبشرت أخاها، ومعنى هذا أنه سيعود في (العنوة) من جديد، بعد أن خرج منها (٣)، وسينتهي عنه الطلب ثم أتت بطفلها، فركب هديب ورجع متسللا لآل عذبة وأقبل على (ابن نقادان) وأخبره بالأمر، فما كان من (ابن نقادان) وآل عذبة! إلا أن ركبوا لأهل القتيل وأخبروهم بأمر الطفل الوليد،


(١) العنوة: هي صلة تجمع بين الرجل وخال أبنائه أو عمهم عدما يكون من غير عصبته، ولا يكون الرجل عاني إلا بعد أن يولد لصهره أطفال من زوجته التي هي أخت لذلك العاني.
(٢) المهربات: هي مدة ثلاثة أيام، وقيل سبعة بأن تقوم بمرافقة الشخص المطلوب من قبل فئة أخرى، حتى توصله لمن يقبل أن يلجأه.
(٣) خرج من العنوة: بمجرد أن يعتدي فإنه يخرج من العنوة، شريطة أن يكون المعتدي عليه أبعد جدًّا من صهره ويقول آل مرة: (إذا ظهرت شحمه زغنة) أي إذا ظهر بياض إبطه فإنه يخرج من العنوة؛ أي بمجرد أن يرفع يده ليضرب بها.

<<  <  ج: ص:  >  >>