للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيما يلي بعض أولئك الرجال:

[أ - في الجاهلية]

[١ - جذيمة بن مالك بن فهم بن غنم بن دوس]

قال عنه محمد بن جرير الطبري (١): "كان جذيمة من أفضل الملوك العرب رأيا، وأبعدهم مغارا، وأشدهم نكاية، وأظهرهم حزما، وأول من استجمع له الملك في أرض العراق، وضم إليه العرب، وغزا بالجيوش". ويعتبر جذيمة بن مالك من أشهر القدماء في الحكمة والخطابة والرياسة، وهو أول من أسرج الشمع، ورمي بالمنجنيق (٢) وكان به برص فهابت الناس أن تسميه به تعظيما له، فقالوا جذيمة الوضَّاح، وجذيمة الأبرش. وكانت منازله له بين الحيرة والأنبار، وكانت تفد إليه الوفود، وتجيء له الأموال.

وله قصة مذكورة في كتب التاريخ والأدب - مع الزبَّاء بنت عمرو بن ظرب ابن حسان الذي كان يحكم في الجزيرة ومشارق بلاد الشام.

[٢ - حممة بن الحارث بن رافع الدوسي]

سيد دوس في الجاهلية، ومن أسخى رجال العرب كافة آنذاك، وهو مطعم الحاج بمكة المكرمة في موسم الحج (٣) وقد اشتهر بالحكمة. ويروي لنا أبو علي القالي (٤) القصة التالية التي تدل على حكمته وتبصره ببواطن الأمور: "اجتمع عامر بن الظرب العدواني وحممة بن الحارث بن رافع الدوسي عند ملك من ملوك حِمْيَر، فقال: تساءلا حتى أسمع ما تقولان. فقال عامر لحممة: أين تحب أن تكون أياديك؟ قال: عند ذي الرثية العديم (٥) وذي الخلة الكريم (٦)، والمعسر الغريم، والمستضعف الهضيم. قال: من أحق الناس بالمقت؟ قال: الفقير المختال،


(١) تاريخ الرسل والملوك - ج ١ - ص ٦١٢ - ط ١٩٦٠ م.
(٢) الجاحظ أبي عثمان عمرو بن بحر - البيان والتبيين - ج ١ - ص ١٩١.
(٣) ابن عبد ربه - المصدر السابق - ج ١ - ص ٣٠٢.
(٤) الأمالي - ج ٢ - ص ٢٧٦.
(٥) الرثية: وجع المفاصل.
(٦) الخلة: الحاجة.

<<  <  ج: ص:  >  >>