للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فحكَّمه فقال فرسك الورد، وقصرك بزرنج، وغلامك الخباز وعشرة آلاف درهم. فقال طلحة: أف لك، لم تسألني على قدري وإنما سألتني على قدرك، وقدر قبيلتك باهلة! واللَّه لو سألتني كل فرس وقصر وغلام لي لأعطيتك ثم أمر له بما سأل وقال: واللَّه ما رأيت مسألة محكم ألأم منها.

وقال قيس الرُّقيات يرثي طلحة الطلحات:

كانَ لا يحرم الخليلَ ولا يَعْـ … ــــتلُّ بالنُّجلِ طيبَ العَذِراتِ (١)

سَبِطَ الكَفَّ بالنوال إذا ما … كان جُودُ البخيل حَبْسَ العِداتِ

وجاء أيضًا: في سنة (٦١ هـ) كان طلحة بن عبد اللَّه بن خلف الخزاعي تحت إمرة سلم بن زياد والي خراسان وسجستان، وكان يقود أحد الجيوش، ثم أصبح واليًا على سجستان، فجبى المال وأعطى زواره ومات فيها (٢).

ولقد كان والده عبد اللَّه من قبله كاتبًا على ديوان البصرة لعمر بن الخطاب وعثمان حتى قتل في معركة الجمل (٣). كما أن عائشة زوج الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- أنزلها شقيقها محمد بن أبي بكر رضي اللَّه عنهما في دار عبد اللَّه الخزاعي بالبصرة بعد انتهاء المعركة، على صفية بنت الحرث وهي أم طلحة الطلحات (٤).

طلحة (*) بن عبيد اللَّه الخزاعي

هو طلحة بن عبيد اللَّه بن كريز الخُزاعي أبو المطرف (٥).


(١) العذرة: فناء الدَّار. والعَذِرات: أفنية الدور وكانوا فيما مضى يطرحون النَّجاسات في أفنية دورهم، فسموها باسم الموضع، وكذلك الغائط هو عند العرب ما اطمأن من الأرض، وكانوا فيما مضى إذا أراد الرجل قضاء حاجته طلب الموضع المطمئن من الأرض فكثر هذا، حتى سموا الحدث باسم الموضع، وكذلك الكنيف في كلام العرب: الحظيرة التي تعمل للإبل فتكنفها من البرد، فسموا ما حظروه وجعلوه موضعًا للحدث بذلك الاسم تشبيهًا به.
(٢) الكامل في التاريخ ٤/ ٩٧، ٩٨.
(٣) المحبر.
(٤) الكامل في التاريخ ٣/ ٢٥٥.
(*) الوافي بالوفيات ١٦/ ٤٨٠، الاشتقاق/ ٤٧٠ طبقات ابن سعد ٧/ ٢٢٨، مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر ١١/ ٢١٠.
(٥) ورد في مختصر تاريخ دمشق ١١/ ٢١١ هو طلحة بن عبيد اللَّه بن كريز بن جابر بن ربيعة بن هلال بن عبد مناف بن ضاطر بن حُبشية بن سلول بن كعب أبو المطرف الخزاعي الكوفي كان شاعرًا فاضلًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>