للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأشراف الجعافرة الحسينيون (١)

[تمهيد]

بعد الصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين تسليمًا كثيرًا، والحمد للّه الذي جعل الناس شعوبًا وقبائل المعضين الأنساب إلى الأوائل، وفضَّل أولاد إسماعيل على العجم والعربان وفضَّل كنانة على بقية نسل الذبيح الذي فداه الرحمن وفضَّل قريشًا على كنانة بعناية الرب الخبير، واختار منهم بني هاشم بما جرى به القلم في التقدير، فيا عجبًا لها من درة من صدف تجتاح البحار وما عجبًا لما فيها من درة يتيمة الأقطار عديمة الأنظار، فيا حبذا الفرع قد اتصل معها بالأجداد وهنيئًا لمن حدى ركبه في ظعانيها من الآباء والأنداد.

فلما كانت معرفة الأنساب من أهم المرام وتحيرت في ضبطها العقول والأفهام لأجل ذلك اعتنى بها السادات والأشراف والنقباء والتابعون وسط الأرض والأطراف لا سيما تلك النسبة الهاشمية التي هي أصل الرتبة العلية الدينية والدنيوية، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشًا من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بنى هاشم، فأنا خيار من خيار من خيار". ولقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "تعلموا من أنسابكم بقدر ما تصلون به أرحامكم"، وحفظ الأنساب من الأمور المهمة لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ما بال أقوام يقولون إن نسبي لن ينفع، والله إن نسبي ينفع" من أجل ذلك أتخذتُ هذه العجالة من نسب الجعافرة الحسينيين القاطنين بصعيد مصر على ما ثبت في المبسوط من شجرة السيد محمد بن رسول البرزنجي صاحب التصنيف الأعلى والمؤرخة سنة ٩٣٥ هجرية وسجلت في سنة ١٣٢٢ هجرية في زمن السيد محمد توفيق البكري نقيب عموم الأشراف -سابقًا- والتي صنفها للشريف أحمد أبو سليمان أمير


(١) أرسل لنا الشريف حسن بغدادي هذا البحث عن الأشراف الجعافرة الحسنيين، وقد ذكر أنه شارك في إعداده الشريف محمد عيسى خلف وكذلك الشريف موسى معوض من الجعافرة بصعيد مصر، والباحث/ حسن بغدادي العدوابي الجعفري يقيم في بلدة سلوى مركز كوم أمبو بمحافظة أسوان.

<<  <  ج: ص:  >  >>